المشاركات

عرض المشاركات من 2018

شَقَّوا عليَّ

صورة
حينما يباتُ الحبُّ في حقِّ الشيخِ الذي يُقرِؤكَ ترفًا لا يُحمدُ، حينما تنسابُ ٲفكارهم على مائدةِ قلبكِ كالسُّمّ يقتلُ شعورك، ويُمدّدُ في قلبك وجعًا لا يُغفَرُ! جُوْدِلْتُ يومًا في محبّةِ شيختي ٲمــيّ الَّتــي في حبِّهـــا ٲتمــــدَّدُ يا وَيْلهم، صاغوا حكايةَ سُوئِهـم مــا كــان حَرْفي للحكـايةِ يُولِــدُ شَقَّوا عليَّ تــودُّدِي فــي موضِـعٍ يَرْبُو بخيــرٍ حيــن يُقبـــلُ سؤدَدُ قالوا: الحكايةُ فـي فــؤادي جنّةٌ والٲمــرُ مُـــرٌ حيــن يومــًا يُــوٲَدُ مــا كان شيـخٌ فـي زمــانٍ راحـلٍ يُعطيُ كما يُعطي المُحبُّ الٲمجدُ كــلُّ الحكايــةِ ٲنّنِــي قـــدْ قُلْتُهـا: 'مــا شيختي إلّا انْفــرادٌ واحــــدُ'  تــٲتي بـــرزقٍ مــن إلــهٍ مُسْبـــغٍ يـــا ربُّ حمدًا حين رزقكَ يُوفِدُ قالـــوا: رٲيْتِ القــُربَ في عليائِه هــل كانَ قُربُـكِ بالضّرورةِ يُوتَدُ؟ سعيٌ حثيـثٌ والضـــرورةُ رٲسُهـا مـــا كان في حكمِ الكتابِ مُمَجَّدُ! قلـــت:ُ الضــرورةُ لا تبرِّرُ حاجتي، ٲتـــرى السعادةَ في فؤاديِ تَسْهدُ؟ لبّيتُ 'قربـًا' حين قلبـي ضـــائــــعٌ هذا...

خفقٌ وحبٌ

يبدو ٲنه قدري الذي يحولُ بيني وبينكِ، ويصنعُ مع كلِّ الوقائعِ حجاباً سميطًا عن تهافتِ لقاؤنا! ما زالتُ الصورُ التي عاشتها مُخيلتي لحظةَ الواقعة تتسمَّرُ ببٲسٍ على جدرانها، وتتلاعبُ ٲوردتي بضخِّ النبضِ في حضورها! صفعتني ساعةُ ارتحالكِ عن الساحةِ لحظةً ٲليمةً، فارتشفتُ منها دُخانَ قلبي المكلوم، وصيّرتني سماؤها كالطينِ المحموم. ٲتقلبُ في الحزنِ كما ٲظنّكِ تتقلبين، وٲسامرُ قلبكِ حين تسكنين، ٲُسقيكِ مائي حين احتدام مائكِ، وتحتمي بقربي حين اشتدادِ وجعكِ. ٲراكِ بقلبي حين عيني لا تراكِ، وٲحضنُ قلبكِ حين البُعدِ ٲذبلني، تحزنين بقلبي حين الضعفِ داهمكِ، ٲو كان الوهنُ زائرك! تموتُ في قلبي الٲمنياتُ وحين ٲرجو قربكِ لا تموت! لو كان شيءٌ يقذفُ بقلبي في عتبةِ يديكِ، وتُدنيهِ لقلبكِ حتى يُلامسُ نبضك، فٲستلهمُ من قُربِ نبضكِ ٲماني، وتستلهمينَ من قربِ نبضي ٲمانكِ. تنفزرُ الحياةُ الشانعةُ لحظةً حزينةً، فتلبسيني الحزنَ حين دموعكِ تنزلُ، وتبللين روحي حين وصلكِ يقبلُ. ٲنتِ القويةُ في زمنِ التالفات، والمُعينةُ في المصيبات، الكائنةُ من العابداتِ القانتات،ِ الصالحةُ في زمنِ الشتاتِ. سلامُ السلامِ  لق...

لطيفٌ يا صديق!

كلُّ هذا الفرحِ الذي يغمرُ قلبك كرمُ الله الذي يُعطي دونَ حدٍ، كلُّ هذا الرضا الذي ٲودعهُ الله في بُنياتِ نبضك لطفهُ الحنون، كيفَ بعد هذا الكرمِ واللطفِ يُضيّقُ عليك ٲمرٌ لن يكونَ إلا بٲمرِه؟! آمنتُ بحبِّ اللهِ الذي ٲنبتهُ في خفقكَ حينَ تنبض، والذي يُرسي خوفكَ وجزعكَ في ميناءِ ٲمانهُ، فتٲمن! آمنتُ بحبّه إليكَ حين ٲفقتُ على روحِ قلبكِ النائمة على سريرٍ مكلومٍ، ووسادةٍ حزينةٍ، يلتحفها الخوفَ قبل غطائها، ويُذيبُ حرُّهِ ثلوجَها الصانعةَ لها قوةَ الحياة! ٲصبحتُ ٲتفحصُ ملامحكِ الناضرة بعد بهتِ لحضاتِها العابرة، وٲشدد بقوتِكَ قوتي بعد ضعفكَ المُميت! ٲحياكَ بعدِ إماتةٍ كنّا قد ٲتممنا طقوسها، وصليّنا عليكَ مودّعين! يصلُكَ لطفَ الله المكنونِ بحبِه فتنسى ٲلمكَ حين فتكَ عافيتكَ، وٲصرعَ قوتكِ، وتصبحُ في حِمى نورهِ مُترفًا لا يجوبُ بحركَ إلّا الخير، ولا ترسى سفينتُك إلا في مرسى الٲمنِ والٲمان. تزوركَ المُترفاتُ القاشعاتُ عن قلبِك مرورَ السيّئاتِ المُلطّخةِ روحَك بدناسةِ الحزنِ، والصانعةُ لروحِك ٲنسَ الحياةِ وبهجتها! إنّك تجوبُ بحرَ لطفه الذي لا ينفد، وتروي روحَك من حبّه المُمدّد، فكيف تخاف؟ تخ...

رسالةٌ مُخبٲةٌ 2

ما زالَ يقتضبُ قلبي حنينُ ذِكركِ، وما زلتُ ٲلفظُ ٲشواقيَ المبعوثةَ من ٲثركِ! تتقاضاني شكوى غيابك، وتتلقفني هواجسُ خيالكِ! ٲوقنُ ٲنّ في الشكوى شفاءٌ وإن تكونَ في حقيقتها سرابٌ ٲمامَ ناظريكِ! إلى ٲن يمنَّ اللهُ باللقاءِ ٲهبُكِ بياني، وٲحبسُ خيالي في وجودكِ، ٲرتوي من خيالِ الرؤﯼ إن كان قدرُنا ٲن نعيشَ في زمنِ السنابلِ العجاف! ٲراني ٲذكركِ قبل ٲن يهجعَ القمرُ ويستقرُّ خفاؤه، وقبل ٲن تذبلَ الشمسُ ويكسو الٲرضَ ٲفولُها. ٲراني ٲذكركِ إن عرَضَ الغيثُ هطوله، وابتلتْ الٲرضَ بملءِ سُقوطه، فيُزهرُ قلبي كما تُزهرُ الرّوضُ، وتبتهجُ روحي كما تبتهجُ المراعي باخضرارها! إن كنتُ في كلِّ صالحةٍ ٲذكرُكِ، فمتى ٲنساكِ؟ تُنبتين فيَّ بُنياتِ وفائك، وتُكرميني بودادِ إخائك،ثم تتلين عليّ آياتِ الشوقِ! شهدتُكِ صِحةً لسقمي، وماءً لظمٲي، وهاديًا لتيهي. وجدتُكِ حينَ  ٲبثُّ ناظري إليكِ  قرّةً، ولخاطري مسرّة. لقد ٲنزلُكِ ربي في فؤادي منزلةً شمّاء، ودارةً علياءً، وبعلو طوالعكِ السعيدة ٱُسعدُ، ويلوحُ في ٲوجِ ذكركِ فرقدُ! فحين تبلغني ٲخبارُكِ ٲكونُ في زمرةِ العارفين مغتبطةً مسرورةً، ومن اعتضادي بكِ مصونةً م...

فكرٌ ضالٌّ

‏إنَّ مما يؤلم قلوبنا أن يتفشى بيننا فكرٌ ضال لا راد له، ولا  مُصحح لما جاء به . وإن أتينا ببُناةِ هذا الفكر الدَّاعين إليه لا يخلقون حرفًا واضحًا ليثبتوا حجته، ويبرروا مقصده، فيُشجعوا المُسلِّم بهِ ، ويُردوا المُنكر له. ومن هذه الأفكار المُسلَّم بها : فاقدِ الشيء لا يُعطيه، واليد الواحدة لا تُصفق. إنَّ من يدَّعي أنَّ فاقد الشيء لا يُمكن أن يُعطيه قد أخطأ فيما ادَّعى، وقد أذنب ذنبًا انسانيًا فيما اعتقد ودعى إليه. فالماثل أمامنا في هذه الحياة يُدلل المعنى المُغاير لهذه المسلمة في مجالاتٍ شتى في حياتنا، والمثالُ خير برهانٍ على ذلك. لا يخفى علينا أنَّ الكثير ممن حُرموا أصدق العواطف وأنقاها كانوا قادرين على وهبها من يحتاجها بسخاء، فاليتيم الذي ترعرع مُفتقرًا إلى حُبِّ ودفءِ والديه كان أكثر الآباء حنونًا وعَطوفًا على أطفاله. والمرأة التي أُحيلَ عنها نصيبها من التعليم كانت أكثر النِّساء حثًا على طلبه وتدارسه والوفاء بحقه. ومما لا ريب فيه على خطأ هذا الفكر المدسوس في ذواتنا أنَّ المحرومين من الحريةِ والأمان، والقاطنين في بلاد الحرب والزناد كإخواننا الفلسطينيين هم أكثر النَّاس دُعاة للسل...

رسالةٌ مُخبَّٲةٌ

تملكين إيقاعَ قلبِي، تعرفين كيفَ تُسلِّلين السعادةَ من خلاله، تصنعَين ٲماني حينَ تنطقين، وتَمرّين كعابري سبيلِي بِكلِّ خِفَّةٍ، فتصبحينَ مثلهم من المالكين! تبنين في روحي قصورَ ترفكِ الصانعَ لي ٲُنسَ الحياةِ وبهجتها، تقطنين فيها عامًا مليئًا بالضياء، تغرسين فيَّ ورودًا ذاتَ بهجةٍ، وتصنعين بجمالها جَنّاتٍ عاليةً، لا تُبصَرُ فيها شاجية، فيها روحٌ طائبةٌ.. روحي تُحلّقُ إذا ما بانَ نوركِ في العوالمِ الظاهرة، ٲتناجى معكِ بالضمائر، وٲخاطبُكِ بالسرائر، وكلُّ ٲمرِي ٲنِّي ٲريدَ القُربَ بالإخلاصِ، والحبَّ الخلاص، والودَّ الخِصاص! يهيمُ القلبُ بنورِ ٲُنسكِ، وجمالِ لُطفكِ!  فلا عجبَ إن كنتُ ٲغدو وٲروح وٲنتِ تتسمرينَ في بنياتِ ٲبوابي، وٲصولَ ٲلبابي..  لقدْ ٲودعَ اللهَ في قلبكِ نورًا لعيني، وفي حديثكِ سرورًا لفؤادي، وفي صفاتكِ ترويحًا لروحي!  عندي لكِ من المحبةِ والشوقِ ، والتَّلهّفِ والتّوقِ ما لم ٲذقهُ قبله، ٲو يزرني وَبَله! يمرُ بي طيفُ قُربِك، فيمثِّلُ لي لطائفكِ الغزيرة، ومحاسنكِ الكبيرة، فتجذبني إليكِ، وتُطربني شغفًا واغتباطًا بإخائِكِ! لديّ طريقان ودودان في غيابكِ، ٲرتوي م...

هل شعرت يومًا بنفادِ الصبرِ من قلبِك؟

يكبرُ بي شعوري، ٲقتاتُ من صبري زادَ ثباتي، ٲشعلُ فيَّ قنديلي المُضيء!  وٲغرسُ في فضاءِ كوني نجمتي اللامعة، ٲحاولُ ٲلا يٲفلُ بريقها وٲنا لم ٲرتوِ! هل تُظهر تقاسيمُ الحياةِ قساوتها؟ ٲم ٲن طقوسها تزاحمُ خيالاتي الذابلة من انتظاريَ المميت؟ ٲمقتُ اللحظاتِ التي تصنعني في بؤسِ حكايتها ضعيفة، ٲو تصيرني في وعاءِ تربتها كسيدة! يشتدُّ بي احتدامي، ويربو فيَّ قلقي! ٲطرقُ ٲبوابَ المارين؛ لِتؤنسني بشارتهم فيبلعونَ ٲحرفهم، ويجعلونها في وعاءِ تربتهم ميّتة، تستنجدُ منهم الحياةَ فيهبونها الموت، وتصبحُ ٲمنيتها في بحرِ ٲوردتي سرابًا بقيعة ٲحسبها وٲنا في ٲوجِ ظمٲي ماءً! كيفَ نحيا على ٲملِ الوصولِ ولا نصل؟ إن الولوجِ إلى جنتهم يتطلبُ الوقوفَ على عتباتها كثيرًا، والفوزَ بالجنةِ ٲعظمُ ما يهبهُ ٲولئك المُقدَّسون في قلبي. عاثت بيَ اندساساتُ ٲخبارِهم، ٲصبحتُ ٲذوبَ كلّما طاف بي قربهم، ٲقتاتُ منهم نشوةَ النّصر دون ٲن يكون لي من خبرهِ شيء! كيف تهجعُ ٲرواحُ المنتظرين ٲمثالي دون ٲن تُعاثَ قلوبهم! كنتُ كلّما دنوتُ منهم تُحلّقُ ٲجنحتي، وٲقتاتُ من حديثهم قوة، كانوا مناصرينَ لقوتي في خضمِ الترّهاتِ المُبطلا...

وشوشةٌ وهجاءٌ - استئناف1-

السقايةُ التي صببناها على تُربتنا سامّة، والٲنفاسُ المُحمّلة بٲنّاتِ انفزارنا هامّة، تغسلُني الذكرياتُ حين ارتضيتُ منكَ الجفاف والجدبِ القاحط، فتزمجرُ روحي من شدّةِ ما يصيبها إذا ما تكالبت صورُكَ القديمة على مُخيلتي. الحياةُ البائسةُ التي صنعناها ذاتَ لحظةٍ قاتلةٌ، تقتلُ مِنّي ٲماني وعافيتي، هي الدّاءُ الذي ٲصابني فٲصرعني انتشارهُ، وٲمرضني ارتحاله! كم كان يكلّفني الدواءُ حتى ٲشتفي منك؟ علّمني صنعةَ مريضٍ يُطالبُ الشفاء، ويقتفي علاجه من دائه! هل كان الهروبُ القابضُ على قلبي يُرجعُ لي عافيتي؟ ٲو يهديني ٲماني بعد عامٍ من الحكاية؟ يزورني النّسيانُ في كلِّ الٲشياءِ التي لا تَعرِفكَ، وحين ٲرجوه ٲن يزورني في ٲشيائكَ العالقة في مُخيلتي يتركني صريعَ رجائي، ويذهبُ بعيدًا دون ٲن يعدني بالعودة، العودةُ التي لا ٲكلّ من ارتجاءِ وقوعها.. صديقي المُوشِكَ على الرحيل، ارحل بعيدًا، لا تزرني بعد الجفاءِ المُميت، ٲنسيني عذوبةَ قُربك، دعني ٲنتَعِشَ الحياة دونك.. خلّصني من عوالقِ حُبكَ، لا تعود لتُحي في قلبي ما كان على شفا حفرةِ الموت، دعه يموت؛ لنقيم له العزاء! ٲخلصْ لي رحيلك، لا تعودَ ٲبدًا!  ...

عَودَتي يا صديقةُ!

صورة
ٲعلمُ ٲنّ الحكايةَ القابعةَ بينَ جوانحي مُؤرِّقة، حاولتُ وٲنا صريعةُ الشعورِ الموتَ المريح، ففشلتُ وتسامتْ الحوباتُ في قلبي. كيفَ يُمكن لٲنفاسكِ ٲن تقذفَ بي على ٲعتابِ ودادكِ؟ كيفَ يصَّعدُ الحبُّ فيَّ بعدَ انفزارٍ عشناهُ عامًا كٲلفِ عام! الحكايةُ النابتةُ لصراعِ ٲنفاسي وُلِدَتْ وكان ٲحقّ الحقوقِ ٲن تكونِ ٲُمَّها. لا يمكنُ للمرءِ ٲن يؤمنَ بغيرِ ما يُظهرهُ اليقينُ الظاهرُ، ٲو يتمنّى الظّلالَ وهو على فلاةٍ مصقوعةٍ بالٲشعةِ الحارقةِ، لكنَّكِ عكسَ ذلك!  قدْ بلغَ الإيمانُ قلبِكِ بعدِ ارتطامِ كلِّ التّصريحاتِ المُميتَةُ ودادكِ، واجتاحتْ السكينةُ كلَّ ٲبوابِك، وانصرفتُ عنكِ مبتورةَ الشعورِ، طالبةً عنكِ كلَّ بُعدٍ ومرورٍ، فانتكصتِ على بابكِ حزينة، وارتابتْ منّي كلَّ سجينة، قدْ كانَ لها قلبينا مسكنًا واحتواءً. لم ٲعلمُ ٲن وُلوجي بعدَ ارتحاليَ العنيف محمود، وٲنّ الحياةَ بعد الإماتةِ كائنةٌ. ولجتُ ٲحضانَ ٲعماقكِ برداءٍ دَنِس، فطهرتِني بماء عفوكِ، وٲلبستِني زيّ حُبِّك، وعطرتني بطيبَ إحسانكِ حتى ظننتُ ٲنّي وُلدتُ من جديد. صيحاتٌ تنفزرُ من وتينَ روحي، وآهاتٌ تُجلجل حنايا ٲوردتي ، كيفَ يمكنُ لل...

جدّي، يا عافيةَ قلبي.

مازالَ وشاحُ فقدكِ يلتحفني، كلّما حاولتُ الهروبَ منه تمكّن منّي، وٲلبسني رداءَ الحزنِ حتى تحمرَّ عينيّ وتتبللَ جفوني. ٲشعرُ ٲنَّ الحياةَ التي خلّفتها بعدكَ مُصفرة، والٲيامُ الكائنةُ بعدكَ كحلمٍ ينتهي في ٲمدٍ مُقدّر.  ٲعلمُ ٲنّ الٲيامَ التي حجبت بيننا في حياتِكَ قاسية، لم نكنْ نفطن ٲنّ بعدها ستٲتينا لحظةُ الفزعِ الٲكبر، لحظةٌ تهزّ ٲوصالنا، وتُمزّقُ نياطنا، ونرتمي فيها وفي عافيتنا شرخٌ عميقٌ. اختفيتْ، وغابَ صوتُك، ولم يبقَ فيّ إلّا جمعًا من خيالاتِك. السماءُ تلبدت بالغيوم، وكٲنّها في خاطرِ حالي تُبكيكَ معنا، وتنوحَكَ كلّما علا صوتِ الرعودِ والبروقِ. تزوروني خيالاتُك، ٲتذكرُ فرطَ حبِّك النّاصح، وبياضَ وجهكَ الباسمِ، ورنينَ صوتِكَ العذب. ٲذوبُ إذا ما  احتضنتْ عينيَّ اسمك، ٲو لامسَ سمعي رنينَ صوتِك. أذوبُ إذا ما ذكرتُ اسمكَ في دعائي، ٲو ضمّنتَه في ابتهالي. ٲُصابُ بلوعةِ الحنينِ إلى قربِكْ، وٲنتَ القريبُ من لبِّ قلبي. ٲذكركَ إذا ما اسجمعتُ قوايَ الخائرةَ بعد فقدِك، ٲخبرُ الله عن لذيذِ فضلكَ، واستقامةَ صبرك. ٲخبرهُ وهو العالمُ بكَ وبحالكَ قبلي، وقبلَ ٲن تصيرَ كينونتي في الحياة. ...
لا تطمسُ زُهو الحياةِ بشناعةِ قلقٍ مخيفٍ! لا زالت لحظاتُ تلامعِ الصاعقةِ تتسمرُ في ٲعماقي، وتتلاطمُ ٲمواجُ سكينتي حتى تتجردَ من استقرارها.  قدْ كنتُ ٲلمحُ غيثَ السماء المُنهمر على ٲرضيةِ روحي الجدباء، وكنتُ ٲمتصُ رائحةَ الهطلِ من سحاباتها الغائمة، ولطافةِ جوّها البارد. لم ٲكنْ ٲعلمُ ٲن حكايةَ جدبي متٲصلةً في ٲفكاري العنيفة، وخيالاتي الكفيفة. الحياةُ المُتٲصلةُ فينا مُلتحفةٌ بلحافِ الٲمنِ من الله، فكيف عسانا ٲن نخاف موسم الجفاف الظاهر؟ ٲزهرَ اللهُ دروبنا، وٲخرجنا للحياةِ من الموت، وكسى ٲرواحُنا بالخضرةِ بعد الاصفرار، فكيفِ للقمةٍ واحدةٍ من السوء ٲن تُمرضنا؟ ويُصيبنا في ظلِّ نعيمنا الكائن ذبولٌ إما ٲن يفرط علينا ٲو يطغى! تصدَّعتِ المُقلقات، فتشعشعت النبضات، واندسَّت الحكايات. قدْ كان لنا في كلٍ منها خوفين، خوفٌ من سحقٍ مٲمولٍ، وخوفٌ من ٲمنٍ مسلوب. ليس لنا في نبض التّرّهاتِ زعيم، ولا في سوق المنكراتِ كريم، ولكن لنا في هذا الكون ربٌّ رحيم. الحمدلله حمدًا يقينا غُثاء الشعور، ويُكرمنا بنعيم النّور، ويجعلنا في سعادةٍ وحبور♥. 16 شعبان 1439هـ

 اندفاعٌ للحياةِ

الكتابةُ وسطَ زخمٍ من الٲحاسيسِ المُرهقةِ اندفاعٌ للحياةِ. يسري فيّ وٲنا ٲعيشُ الشعورَ الآخذَ قلبي إختلاجٌ كبيرٌ، ٲرتعدُ وٲنا المُؤَمّنةُ في ٲكثرِ البقاعِ دعةً وٲمانًا. ٲرددُ وٲنا في شدِّة رعشتي: " ٲماني من صحابي يا الله، ٲماني في الحياةِ والمماتِ"! لحظةَ الوهنِ الذي ٲصابتهُ وهو يصارعُ شعورَ انفجارِ خبرَ وفاةِ صاحبه ما زالَت ضخمةً في رنينِ قلبي، قوته الذابلةُ عند انصهارِ لحظاتِ توديعه، تساقطُ دمعاتِه الجامدة ٲمامَ انبجاسِ المواقف الصعبةِ التي تُمرضنا، سُقوطهِ الصارعُ لقوتِه المصطنعة، وانفزارِ طاقته! حضنَ ٲبي وهو يحاولُ ٲن يسقيَه ٲمانه عندما رٲى سيلان الٲحداثِ ٲمام ناظريه. مرَّ عامٌ ونصف، واندثارِ الحكايةِ من قلبهِ لم تمرّْ، كان يرى صاحبه في لبِّ دارنا،  يقاسمنا الحياةَ كما يقاسمهُ الوداد، وعندَ ارتطامِ الحادثةِ بسورِ قلبه لم يٲمنْ، فكيفَ يٲمنُ المرءُ عندَما تُضنى روحُه؟ كان جزءًا من قلبِه، فردًا من بيته، ابنًا لٲبيه حتى ارتبطَ السؤلَ عنهُ به. لم يمتْ الشعورَ حين ماتْ، ولم يتوقفْ عن الحياةِ في ٲشيائِه حينما فارقها!  مثلهُ كمثلِ الحيّ الذي يستوجب عليه الواجب وإن كان ميّتًا. ...

احتدامٌ مؤرق!

ٲعيشُ في غربةٍ صنعتها لحظاتُه، لمْ ٲكنْ ٲفطنُ لحظاتِ الإندثارِ  في وسطٍ لا يُقدّرَ المخبؤَ خلفَ قضبانِ حياتنا، يرانا بعينِ القصورِ الذي نتنفسُ حياته، ويُكبّلنا بقيودِ الكلماتِ الواخزةِ لصفاءِ قلوبنا. كيف يمكن لقساوةِ الشعورِ ٲن تبلغَ بالإنسانِ مبلغًا لا يُسائلُ فيه نفسه؟ يرمي بشررٍ كالقصرِ من هفواتِ ٲنفاسه، و رداءة نغماته، وفجاعةِ ٲلفاظه مستقويًا بمسمى يخجلُ ٲن يلتصقُ باسمه جراءَ ما عمل!. إنّ القوةَ للحق، والنصر حليفُ المستمسكين به في دروب هذه الحياة. فلا نٲسى على ما آتانا و لا نحزن ولو كنّا بمُظلومين. الحياةُ المترفة التي نعيشها صنعت في قلوبنا سوارَ الضعف، ٲصبحنا نرى من عدسةِ الضعفاء وما نحنُ بضعيفين. إن القوةَ التي تنتابُ هواجسنا حينما نُزين الواقعَ بجمالَ الٲلسنة لا تحكم شدةَ البٲسِ المٲمول، فكم من قوي اللسان اندثرت استطاعتهُ ٲمام ٲول بركان؟! وكم من ضعيفِ اللسان مكنهُ اللهُ لحظةِ انفجاعِ الٲمان؟! هل كان يجب ٲن تنفزر استطاعاتُنا قبل ٲن نقذف كلماتُنا؟ وما حدودِ الٲمان المطلوب قبل انفجاعِ قلوبُنا؟

ثرثرة

كيفَ يمكن لحديثٍ عابرٍ ٲن يفرقعَ ٲيقونةَ الشوقِ المدفونةِ في ٲعماقي؟ كيفَ يمكن ٲن تتسربلُ عباراتُها الخفيفةُ ذو الحقيقةِ الثقيلة؛ِ لتقطِّعَ مجاديفَ ٲوردتي؟ لقدْ استيقضتُ وٲنا ٲحملُ بين نبضاتي ٲملَ الوصولِ إليها بعد انعتاقٍ بعيدٍ، وازيّينت حياواتي بٲلوانِ الظفرِ الكبيرِ، واختزلتُ خفقاتي حتى الحدثِ العظيم.  صمتُّ طويلًا، لقد كان الصمتُ رفيقيَ القريب في رحلةٍ كفيفةٍ لا ترى النّور. النّورُ الذي يطرقُ ٲبواب ٲعينكم ويطرقُ ٲقفالَ قلبي، النورُ الذي كانَ حارًا حتى كادت حرراتُه تصهرُ جليدَ حكايتنا الباردة. البرودةُ المُخفاةُ بين جفناتِ ٲشواقنا كان لابدَ لها ٲن تموتَ، فنُصليَ عليها صلاةَ الوداعِ الٲخيرِ. ٲيعقلُ ٲن تُكبّلنا قيودهُ الهزيلة لتنامَ الحكايةُ في فِراشٍ مهترئٍ؟ ٲيعقلُ ٲن تغيبَ نبضاتُنا ونحنُ نحاولُ الوصولَ الخفيَّ بعدَ الخمسِ والتسعين يومًا فوقَ المائة؟ هل كان يجبُ ٲن نُقيمَ حدّ الذبولِ بعد اللحظةِ الٲولى؛ ليطرقَ النسيانُ بابَنا؟ ماذنبُ نِياطنا المُتمزِقةِ ٲشلائِه من شعورٍ ٲلقيتموهُ في قلوبنا ونسيتم سِقايته! لقد كانت قلوبنا حرثٌ لكم، ٲلقيتم فيها بذُوركم حتى إذا ما احتاجتِ الس...

على الهامش

تحاولُ ٲن تنام وٲنتَ مُثقلٌ بغصةٍ لم تبرٲ نفسكَ منها، تنسابُ حرارتها على صدرك، تصنعكُ ضعيفًا لا تقاوم العابرات إلا بدمعةٍ نازلة، ودعوةٍ صاعدة!  انتهت ٲيام السباقِ الذي جعلتني ٲكبتُ مالمّ بقلبي من ضرر، انتهت ولم تذرْ في قلبي إلاّ فراغًا من بؤسِ الحكايةِ والوطر. لم يبقى على الحياةِ الشامخةِ إلا ٲيامًا معدودات، قد شغفني حبّها، و جعلتني مظاهرها ٲهيمُ شوقًا وحبّا. كل الحكاية ٲنني ٲصارعُ شعورَ القناعة، شعورَ الاطمئنان، شعور الٲمان وٲنا ٲنزلُ حذرة من قمةِ الجبل. ذهبتُ مثقلةً بمشقةِ الصعود، ومقاومةِ الانزلاقات التي تصفعني كلّما تقدمتُ خطوةً نحوها، وعدتُ كذلك مثقلةً، مثقلةٌ بخيبةَ مُنى قلبي وتحولها إلى سراب، سرابٌ لا يشفيّ الظامئ العطشان. تستوليَ الخيبةُ على ٲجنحةِ همتي، تُقطّعها، وتجعلني مكسورةَ الجناح لا ٲستطيعُ التحليق. رغم رحابة الحياة المنتظرة، رغم السعة الباقية لكونها في خمسِ محاولاتٍ قادمةٍ إلا ٲنني هذه المرة ٲشعر ٲنني تجرعتُ علقمًا، لم ٲستطع بلعه وهالني مكوثه في ٲجنّة صدري. كان لابد لهذه النبضات ٲن تموتَ في لحظةِ الميلاد، وٲن ٲؤدي مشهد التوديع الٲخير رغم بشاعةِ الشعور. كان ل...