عُدتُ خاويةً، خاويةٌ من كل شيء! 
أحاولُ وأنا أتخبطُ في دربي الطويل أن أستمسك بومضة الوصول، وأن أجعلها سلوى لقبي إن كانت تؤول. 

مررتُ بمقبرةِ الآمال، فعصرتْ فؤادي ألمًا من احتضار سكانها. 
داءٌ خبيثٌ اعتدى على بنيتها الناحلة، وبدأ ينهش فيها حتى أسقطها مُغماً عليها.  

أنا لم أعد أحتمل! ما زال قلبي جاثيًا يُريدُ شفاءَها، يريد هواها، ويريدُ أن يحتضنها بحقيقة الوقوع.
رجاواتٌ تلاعبُ أوردتي بعودتها، ودعواتٌ هنَّ سلواي في حزني العميق. 
أحاولُ أن أسدل الستار عليّ، وأن أختبئ في جحرٍ بعيد، ألملم شعثها المتمزق في قلبي، وأن أبقى وحيدًا في عالمٍ لا يشبهني أبدًا.
أو أنني لا أشبهه! 
لا أعلم، المهم أننا مختلفين ولا تشابه بيننا. 

العالمُ سيء،
والأصدقاء منتهون. 
نعم سيء إلى الحد الذي نسهو فيه عن ذواتنا. فننسى أن لها آمالاً. نذيقها الموت قبل أن تموت.


26/جمادى الأولى/1438ه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢

غمامةُ حبٍّ ١