قوة


صمتٌ يضجُ به صدري، وبحَّةٌ لوّنت صوتي. 
بقيتُ وحيدًا أناضلُ وكأن الله يُعلمني الرضا بكيفيته، وزمانه ومكانه البائسين في قلبي. 
بُتُّ أراني وأنا أقاوم الصخور المتناثرة من قمة الجبل قويّةً، قويّةٌ لا يُبكيني خبرٌ عابرٌ، ولا يأسرني بأسٌ ماطرٌ.
بدأتُ أحاربُ الإنزلاق تارةً وراء أختها، وباتت قدماي تقدمني لحظة، وتُؤخرني لحظات حتى رأيتُ نفسي في بقعة لم أكن أظن أنها ستكون. لكنَّها كانت! 
كان اللهُ معي في جهادي، كان يعلم كل خالجةٍ سكنت في نفسي، كان يعلم الحرب الهائج خلف سكوني، وخلف كل واردة مني. 
هو يعلم مقدار تعلقي بقمةِ ذلك الجبل، ويعلمُ  كيف ومتى وأين المتعلقات بوصولي إليها. لذلك لم يشأ أن يكون ما أريد، أرادني أن أكون قويةً جدًا.
أرادني أن أذوق لحظة الخسران ساعة ليكون نعيم الربح ساعاتٍ وأيامٍ وشهور ٍوسنوات. 
يُعلمني أن لحظة بكائي قوة، ولحظة وهني حياة أيما حياة. 
لا بأس أن أبكي يا رفيق، إن كان هذا البكاء يُصعِّدُني معك لقمة ذلك الجبل.  لا بأس، فقط خذني معك برفق. 



٢٧/شعبان/١٤٣٨ه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢

غمامةُ حبٍّ ١