حينما أمسكُ قلمي؛ لأكتب أشعرُ أني وُلِدْتَ من جديد!
وكأنني كنتُ أصارع رحم أمي؛ ليأذن لي بالخروج..
كلماتٌ غفيرة تستوطنُ أوردتي ، تُشَّربني ماء البوح !
أمضي وكأنني على علمٍ بعتبة الوصول ، تلك التي ما عرفتها منذ الوهلة الأولى التي كتب الله لي فيها حياة الجامعة !
أتخبط كثيرًا ، أشعر أنني ما زلت أشهق هواء البعثرة ، وأزفر كل همة حية كادت أن تصل لكمال البنيان !
ضيَّعتُ قبضةَ يدي وأنا أُحاولُ أن أُحكمها ، أشياءٌ جذلة لَمْ تكن في الحسبان.
كنتُ أظن أنَّ الجامعة هي الخير الجزيل!
وأن لا حياة ستهديني الجمال سواها !
لازلتُ أذكر أبي وهو يطبُّ فؤادي تلك الليلة حينما انهالت قواي بالكسور وأنا أقول له " سأبذل وأبذل ، أريد العلوم في الجامعة لا غيرها ".
بكيتُ كثيرًا وكان الله يعلم سر بكائي . فيرسل لي هدايا عظيمة تلون مدامعي بالفرح والسرور !
كنتُ ومازلتُ أُحِبُّها، وما زلت أقول أن الحياة فيها مختلفة عن كل شيء.
ولكن ما في نفسي طباق ما كنتُ أزرعهُ ، طباق ما كنتُ أبنيه!
الخلل في نفسي " وَمَآأُبَرِّئُ نَفْسِى" أم أنَّ السبب في غرابة الحياة هناك!
لا أعلم أهي حقًا غريبة أم أنني أنا فقط من يشعر بذلك!
أشعرُ بغربتها حد التعب ، حد ما ينهال على روحي بكاؤها.. أذهبُ لأقضي الواجب وأنتظر انتهائه كما ينتظر الأب لحظة وصول وليده خارج جناح الولادة !
أحب الهدوء ، وأحب أن أكون لوحدي فترات طويلة !
أشتاق شغبي وأنا في أحضان الدراسة ! أشتاق مجادلاتي اللامنتهية على نقاط لم يقتنع بها عقلي !
أشتاق أن أغوص إلى أعماق المذاكرة حتى أصل إلى حل مسألة فيزيائية!
أشتاق أحضان أصدقاء المدرسة، وهم يحكمون القبض على أيدينا ، واهتمامهم المختلف بتفاصيلنا البسيطة ، نشتاقهم لإننا لم نجد في الجامعة أمثالهم ولم تجمع بيننا !
كل شيء مختلف ! وقد كنتُ أظنها تشبه ما صنعتهُ على مخيلتي.
التقيتُ بأصدقاء كُثِر كنتُ أدعو الله لقائهم .
أحببتهم وأخلصت لأحدهم، رغم النفور والنشوز الذي يتطاير بيننا في أحيان كثيرة أجد فيه من الصلاح ما يجعلني أخلص لها كل الحب والإخاء .
13/11/2015م
تعليقات
إرسال تعليق