المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2018

لطيفٌ يا صديق!

كلُّ هذا الفرحِ الذي يغمرُ قلبك كرمُ الله الذي يُعطي دونَ حدٍ، كلُّ هذا الرضا الذي ٲودعهُ الله في بُنياتِ نبضك لطفهُ الحنون، كيفَ بعد هذا الكرمِ واللطفِ يُضيّقُ عليك ٲمرٌ لن يكونَ إلا بٲمرِه؟! آمنتُ بحبِّ اللهِ الذي ٲنبتهُ في خفقكَ حينَ تنبض، والذي يُرسي خوفكَ وجزعكَ في ميناءِ ٲمانهُ، فتٲمن! آمنتُ بحبّه إليكَ حين ٲفقتُ على روحِ قلبكِ النائمة على سريرٍ مكلومٍ، ووسادةٍ حزينةٍ، يلتحفها الخوفَ قبل غطائها، ويُذيبُ حرُّهِ ثلوجَها الصانعةَ لها قوةَ الحياة! ٲصبحتُ ٲتفحصُ ملامحكِ الناضرة بعد بهتِ لحضاتِها العابرة، وٲشدد بقوتِكَ قوتي بعد ضعفكَ المُميت! ٲحياكَ بعدِ إماتةٍ كنّا قد ٲتممنا طقوسها، وصليّنا عليكَ مودّعين! يصلُكَ لطفَ الله المكنونِ بحبِه فتنسى ٲلمكَ حين فتكَ عافيتكَ، وٲصرعَ قوتكِ، وتصبحُ في حِمى نورهِ مُترفًا لا يجوبُ بحركَ إلّا الخير، ولا ترسى سفينتُك إلا في مرسى الٲمنِ والٲمان. تزوركَ المُترفاتُ القاشعاتُ عن قلبِك مرورَ السيّئاتِ المُلطّخةِ روحَك بدناسةِ الحزنِ، والصانعةُ لروحِك ٲنسَ الحياةِ وبهجتها! إنّك تجوبُ بحرَ لطفه الذي لا ينفد، وتروي روحَك من حبّه المُمدّد، فكيف تخاف؟ تخ...

رسالةٌ مُخبٲةٌ 2

ما زالَ يقتضبُ قلبي حنينُ ذِكركِ، وما زلتُ ٲلفظُ ٲشواقيَ المبعوثةَ من ٲثركِ! تتقاضاني شكوى غيابك، وتتلقفني هواجسُ خيالكِ! ٲوقنُ ٲنّ في الشكوى شفاءٌ وإن تكونَ في حقيقتها سرابٌ ٲمامَ ناظريكِ! إلى ٲن يمنَّ اللهُ باللقاءِ ٲهبُكِ بياني، وٲحبسُ خيالي في وجودكِ، ٲرتوي من خيالِ الرؤﯼ إن كان قدرُنا ٲن نعيشَ في زمنِ السنابلِ العجاف! ٲراني ٲذكركِ قبل ٲن يهجعَ القمرُ ويستقرُّ خفاؤه، وقبل ٲن تذبلَ الشمسُ ويكسو الٲرضَ ٲفولُها. ٲراني ٲذكركِ إن عرَضَ الغيثُ هطوله، وابتلتْ الٲرضَ بملءِ سُقوطه، فيُزهرُ قلبي كما تُزهرُ الرّوضُ، وتبتهجُ روحي كما تبتهجُ المراعي باخضرارها! إن كنتُ في كلِّ صالحةٍ ٲذكرُكِ، فمتى ٲنساكِ؟ تُنبتين فيَّ بُنياتِ وفائك، وتُكرميني بودادِ إخائك،ثم تتلين عليّ آياتِ الشوقِ! شهدتُكِ صِحةً لسقمي، وماءً لظمٲي، وهاديًا لتيهي. وجدتُكِ حينَ  ٲبثُّ ناظري إليكِ  قرّةً، ولخاطري مسرّة. لقد ٲنزلُكِ ربي في فؤادي منزلةً شمّاء، ودارةً علياءً، وبعلو طوالعكِ السعيدة ٱُسعدُ، ويلوحُ في ٲوجِ ذكركِ فرقدُ! فحين تبلغني ٲخبارُكِ ٲكونُ في زمرةِ العارفين مغتبطةً مسرورةً، ومن اعتضادي بكِ مصونةً م...

فكرٌ ضالٌّ

‏إنَّ مما يؤلم قلوبنا أن يتفشى بيننا فكرٌ ضال لا راد له، ولا  مُصحح لما جاء به . وإن أتينا ببُناةِ هذا الفكر الدَّاعين إليه لا يخلقون حرفًا واضحًا ليثبتوا حجته، ويبرروا مقصده، فيُشجعوا المُسلِّم بهِ ، ويُردوا المُنكر له. ومن هذه الأفكار المُسلَّم بها : فاقدِ الشيء لا يُعطيه، واليد الواحدة لا تُصفق. إنَّ من يدَّعي أنَّ فاقد الشيء لا يُمكن أن يُعطيه قد أخطأ فيما ادَّعى، وقد أذنب ذنبًا انسانيًا فيما اعتقد ودعى إليه. فالماثل أمامنا في هذه الحياة يُدلل المعنى المُغاير لهذه المسلمة في مجالاتٍ شتى في حياتنا، والمثالُ خير برهانٍ على ذلك. لا يخفى علينا أنَّ الكثير ممن حُرموا أصدق العواطف وأنقاها كانوا قادرين على وهبها من يحتاجها بسخاء، فاليتيم الذي ترعرع مُفتقرًا إلى حُبِّ ودفءِ والديه كان أكثر الآباء حنونًا وعَطوفًا على أطفاله. والمرأة التي أُحيلَ عنها نصيبها من التعليم كانت أكثر النِّساء حثًا على طلبه وتدارسه والوفاء بحقه. ومما لا ريب فيه على خطأ هذا الفكر المدسوس في ذواتنا أنَّ المحرومين من الحريةِ والأمان، والقاطنين في بلاد الحرب والزناد كإخواننا الفلسطينيين هم أكثر النَّاس دُعاة للسل...

رسالةٌ مُخبَّٲةٌ

تملكين إيقاعَ قلبِي، تعرفين كيفَ تُسلِّلين السعادةَ من خلاله، تصنعَين ٲماني حينَ تنطقين، وتَمرّين كعابري سبيلِي بِكلِّ خِفَّةٍ، فتصبحينَ مثلهم من المالكين! تبنين في روحي قصورَ ترفكِ الصانعَ لي ٲُنسَ الحياةِ وبهجتها، تقطنين فيها عامًا مليئًا بالضياء، تغرسين فيَّ ورودًا ذاتَ بهجةٍ، وتصنعين بجمالها جَنّاتٍ عاليةً، لا تُبصَرُ فيها شاجية، فيها روحٌ طائبةٌ.. روحي تُحلّقُ إذا ما بانَ نوركِ في العوالمِ الظاهرة، ٲتناجى معكِ بالضمائر، وٲخاطبُكِ بالسرائر، وكلُّ ٲمرِي ٲنِّي ٲريدَ القُربَ بالإخلاصِ، والحبَّ الخلاص، والودَّ الخِصاص! يهيمُ القلبُ بنورِ ٲُنسكِ، وجمالِ لُطفكِ!  فلا عجبَ إن كنتُ ٲغدو وٲروح وٲنتِ تتسمرينَ في بنياتِ ٲبوابي، وٲصولَ ٲلبابي..  لقدْ ٲودعَ اللهَ في قلبكِ نورًا لعيني، وفي حديثكِ سرورًا لفؤادي، وفي صفاتكِ ترويحًا لروحي!  عندي لكِ من المحبةِ والشوقِ ، والتَّلهّفِ والتّوقِ ما لم ٲذقهُ قبله، ٲو يزرني وَبَله! يمرُ بي طيفُ قُربِك، فيمثِّلُ لي لطائفكِ الغزيرة، ومحاسنكِ الكبيرة، فتجذبني إليكِ، وتُطربني شغفًا واغتباطًا بإخائِكِ! لديّ طريقان ودودان في غيابكِ، ٲرتوي م...

هل شعرت يومًا بنفادِ الصبرِ من قلبِك؟

يكبرُ بي شعوري، ٲقتاتُ من صبري زادَ ثباتي، ٲشعلُ فيَّ قنديلي المُضيء!  وٲغرسُ في فضاءِ كوني نجمتي اللامعة، ٲحاولُ ٲلا يٲفلُ بريقها وٲنا لم ٲرتوِ! هل تُظهر تقاسيمُ الحياةِ قساوتها؟ ٲم ٲن طقوسها تزاحمُ خيالاتي الذابلة من انتظاريَ المميت؟ ٲمقتُ اللحظاتِ التي تصنعني في بؤسِ حكايتها ضعيفة، ٲو تصيرني في وعاءِ تربتها كسيدة! يشتدُّ بي احتدامي، ويربو فيَّ قلقي! ٲطرقُ ٲبوابَ المارين؛ لِتؤنسني بشارتهم فيبلعونَ ٲحرفهم، ويجعلونها في وعاءِ تربتهم ميّتة، تستنجدُ منهم الحياةَ فيهبونها الموت، وتصبحُ ٲمنيتها في بحرِ ٲوردتي سرابًا بقيعة ٲحسبها وٲنا في ٲوجِ ظمٲي ماءً! كيفَ نحيا على ٲملِ الوصولِ ولا نصل؟ إن الولوجِ إلى جنتهم يتطلبُ الوقوفَ على عتباتها كثيرًا، والفوزَ بالجنةِ ٲعظمُ ما يهبهُ ٲولئك المُقدَّسون في قلبي. عاثت بيَ اندساساتُ ٲخبارِهم، ٲصبحتُ ٲذوبَ كلّما طاف بي قربهم، ٲقتاتُ منهم نشوةَ النّصر دون ٲن يكون لي من خبرهِ شيء! كيف تهجعُ ٲرواحُ المنتظرين ٲمثالي دون ٲن تُعاثَ قلوبهم! كنتُ كلّما دنوتُ منهم تُحلّقُ ٲجنحتي، وٲقتاتُ من حديثهم قوة، كانوا مناصرينَ لقوتي في خضمِ الترّهاتِ المُبطلا...

وشوشةٌ وهجاءٌ - استئناف1-

السقايةُ التي صببناها على تُربتنا سامّة، والٲنفاسُ المُحمّلة بٲنّاتِ انفزارنا هامّة، تغسلُني الذكرياتُ حين ارتضيتُ منكَ الجفاف والجدبِ القاحط، فتزمجرُ روحي من شدّةِ ما يصيبها إذا ما تكالبت صورُكَ القديمة على مُخيلتي. الحياةُ البائسةُ التي صنعناها ذاتَ لحظةٍ قاتلةٌ، تقتلُ مِنّي ٲماني وعافيتي، هي الدّاءُ الذي ٲصابني فٲصرعني انتشارهُ، وٲمرضني ارتحاله! كم كان يكلّفني الدواءُ حتى ٲشتفي منك؟ علّمني صنعةَ مريضٍ يُطالبُ الشفاء، ويقتفي علاجه من دائه! هل كان الهروبُ القابضُ على قلبي يُرجعُ لي عافيتي؟ ٲو يهديني ٲماني بعد عامٍ من الحكاية؟ يزورني النّسيانُ في كلِّ الٲشياءِ التي لا تَعرِفكَ، وحين ٲرجوه ٲن يزورني في ٲشيائكَ العالقة في مُخيلتي يتركني صريعَ رجائي، ويذهبُ بعيدًا دون ٲن يعدني بالعودة، العودةُ التي لا ٲكلّ من ارتجاءِ وقوعها.. صديقي المُوشِكَ على الرحيل، ارحل بعيدًا، لا تزرني بعد الجفاءِ المُميت، ٲنسيني عذوبةَ قُربك، دعني ٲنتَعِشَ الحياة دونك.. خلّصني من عوالقِ حُبكَ، لا تعود لتُحي في قلبي ما كان على شفا حفرةِ الموت، دعه يموت؛ لنقيم له العزاء! ٲخلصْ لي رحيلك، لا تعودَ ٲبدًا!  ...