المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2017

الأولى من نوعها💜

صورة
تلوحُ ليَ الفكرةُ، فيورقُ الفرحُ في قلبي، وتنمو فيه زهرةَ الحياةِ المُبهجةِ. هذه المرةُ ليستِ الأولى التي أقررُ فيها زيارةَ الجامعةِ العامرةِ، مرّت سنتين مليئتين بالحياة وأنا أقطنُ في أفيائها، وأمشي على شواطئها، ويغمرني بحرها المُحلّى بتجاربها. هذا الشعورُ الذي يسكنني في لحظتي المترفة بالبهاء يشابه شعور الزيارةِ الأولى التي تطأُ فيها قدماي أرض الجامعة؛ لأستنشقَ رائحةَ الحُلمِ المُنتظرِ، و أرى الحياةَ فيها من عدسةِ الواقعِ البهيج، ولقاء الرفيقة الحنون الذي أهرمنا شوقًا وحبًا. أيعقلُ أنني أتنفسُ الشوقَ لشقيقتي حتى تُبهجني هذه الفكرةَ العابرة؟ نعيشُ الليلةَ الرابعةَ منذ صعودها إلى قمّةِ بهجتها، نتفننُ في سبلِ الإتصالِ حتى لا تكادُ تمرّ ساعتين نغيبُ فيها عن حروفنا المُرسلة، وأصواتنا التي ملّت هواتفنا احتوائها. عشتُ أيامًا سرقَ القلقُ والمرضُ دفءَ ليلي، لكنني لمْ أجربْ أن أبقى أسيرةَ بهجتي حتى أسمعُ نداءَ الفجرِ يتصعّدُ في مسمعي. كلّما أزهرَ وجهي فرحًا بهذه الزيارةِ تعجّبَ الناظرُ اليّ وروادتهُ نفسهُ أن يسألني مستنكرًا " زيارتك الأولى؟" فأجيبُ وأنا أمتصُ شهيقَ نفسي:  نعم، إ...

فرحٌ وبهجةٌ

يتدفقُ سيلُ الكلماتِ على ورقي، أحاولُ لملمةَ حبري في محبرته فيأبى، ويضخَّ نهرًا حائدًا عن نضبه. الحياةُ الساكنةُ فيّ بدأت تنبض، وكانت نبضاتها مُزهرة لا تلبثُ أن تنثرَ الحبَّ في دقائقِ وثوانيَ لحظاتي. نعم، سعيدةٌ إلى الحدِّ الذي يتدفّقُ فيه دَمي فرحًا وبهجةً، هذه المرةُ تبدو حقًا مختلفة عن كل الحكايات التي بكت محبرتي حين حبرتها. أرى وهجِ النّصرِ قريب، وماء العافية تُسقيني اللذيذ، واطمئنانًا لا يعرفه إلّا القليل. ألا يستحق كل هذا أن يُبهج روحي ويُحيها؟!. اللهم إن كان هذا تحقيق الرجاء فأتممه، وارزقني قلبَ صاحبٍ حنونٍ وفيٍّ يعطي الواجبَ مغلفًا بالحبِّ، ويقبل الحقِّ النّاقصِ بقلبٍ واسعٍ. اللهم لك الحمد حمدًا لا ينضب.

مبارك العنود

نتنفسُ قلقَ الإنتظار، ونرسمُ في قلوبنا بدايةَ الحكايةِ الساكنةِ في قلبينا. أقفلُ عائدةً من توديعِ آخرِ صفحاتِ هذا الصيفِ الذي لُمتنني فيه. أصارعُ اللحظات فتصرعني بثقلها، وتركلني بحركةِ عقاربِ ثوانيها. أدخلُ وأنا بسّامةٌ ضاحكةٌ ولا أعلمُ سبب هذا الحبور. تسألني الرفيقة: " أهذا ما فعله بكِ آخر امتحان؟" أجيبها وآيةُ الدّهشةُ يستهلُ الناظرُ بها إلى وجهي! ليفهم أنني لم أُدركْ مكاني وزماني اللذان استوطناني قلبًا ولم يتترجمان فقهً يألفه عقلي. باتت الدّهشةُ رفيقة اللحظات. أستلهمُ منها قوة البهجة التي غمرتني حينها. لم أكنْ أفقه الانتظار كما فقهتهُ حينئذٍ. كان كلُّ شيءٍ فيِّ يتنفسه. شهيقٌ يُدخلُه ملونًا بالبهجةِ وزفيرٌ يقذفه ذابلَ الحياةِ من طوله الثقيل. أصنعُ الأحداث؛ حتى ملت فلفظتني من فيِّ تدبيرها، وازَّيَّنت في داخلي حديقةً ذات بهجةً حتى توّلّاها بعثٌ كبيرٌ. تصلُ الساعةُ التي ارتأينا عطلها من ثقلِ حركتها إلى 2:30م. تأبى محاولاتي الفاشلة إلا أن تستمر.  تسمّرتُ أمام شاشة هاتفي أراقبُ الماريّن وما يحملون من أعلامٍ مبهجةٍ ومُحزنة. أستلطفهم ليهدوني قَبول شقيقتي فينؤوا بعيدًا دون ع...

وشوشةٌ وهِجاءُ-3 (الأخيرة).

صديقي الودود، أستيقظُ على منامٍ يشبُه تفاصيلَكَ. الأحداثُ المُترفةُ التي كانت تزورني في الأحلامِ لا تَمتّ لقلبينا الفارغين بصلة. وكأنّها جاءت سلوى لقلبي بعدَ ما أماتَ شُعورُ الأسابيعُ الثلاثةُ الماضيةُ بهجَتَه. أفرّغُ قلبي من نباضاتِكَ المُميتةِ، وأحاولُ بقدرِ ما أمدّني الله من قوةٍ أن أهديها من تحب؛ لعلّها تُحي مروجًا خضراءً في قلبه عجزت أن تُحيها في قلبي. الشعورُ البليدُ الذي سكنني وأنا أسمعُ انكسارَ زُجاج قلبي لا يمكنُ أن يموتَ في لحظِة ترفٍ أنعم فيها برسالةٍ لا تُحي معنى الودِّ في روحي. تُعوضني الأحلامُ الجميلةُ جلَّ ما فقدته من روحِ قلبكَ، لذلك لا بأس إنّ نأيتَ نوىً يُخيّل لكَ أنَّه حاويًا للخيرِ كلِّه. لفظَتْ أنفاسُك يا صديقي كلَّ جميلٍ عشناه في كأسٍ واحدٍ ناضحٍ بوفاءِ صحبتنا، وأصبحَ كلُّ عابرٍ يُقرّبُكَ زُلفى إلى غابِة أحلامِك المُثمرةِ بالخير صديقًا حميمًا أزاحني من نبِضِ قلبك. أصبحتْ التلاواتُ المليئةُ بالأخطاءِ لا تَعني سعادتك، باتَ نظرُكَ الثاقبُ يطمحُ لصديقٍ لا بون بينك وبينهُ في التلاوةِ ساطعًا. أصبحت الثواني التي توقظني فيها؛ لنصفَّ أقدامنا سويًا إسرافٌ في حق وق...

تأملُ /1

لحظاتٌ كثيرةٌ تعشعشُ في حقولِ قلوبنا، تأسرنا وتجعلنا نهلعُ فقدانها. أصبحَ الشعورُ الذي يزورني قنديلًا أستضيء به في عتمةِ الغربةِ الصائرةِ في قلبي. أصبح يمتزجُ مع هواجسي، ويقيني شرّ ما أجدُ منها وأُحاذر. أخذ روحي إلى عالمِ الأُنسِ المفقود، والنَفَسِ المحمود. جلسنا تحت ظلاله، نستقي منه لبنًا سائغًا، وعسلًا مصفىً لائغاً. هزّتني مخارج حروفها وهي تنطق" وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ". أصاخت أذناي، وأصبحَ دويّ نطقها يصلُ إليها في أعلى تردده. شدّها همس الهاء الجليّ، وشدةَ وجهرَ الباء المقلقل الصانع في نفسي هيبةَ خروجه. بدأنا نردد ونستعذبَ الألفاظ، وبدأت قلوبُنا تمتصُ إشعاعَ خيرها. كانتْ الألفاظُ المُجوّدة توقظُ نبضاتنا المُماتة، وتُحي فتيلة قنديلنا المُظلم. استوقفتني لحظةَ اندهاشٍ، وكان كلَّ شيءٍ حولي يُوحي بالدَّهشة.  سبحان من أضحكَ، سبحان من أبّكى. سُبحان المُضحك الذي أضحكنا، سبحان المُبكي الذي أبكانا. سبحان من ملك قوةُ الضحك، وملك قوة البكاء. كان كلُّ شيء مُلتفًّا حولنا يسبّح.. وكان عالمُنا قطعةً من الجنّة. سبحان الذي أضحكنا في وقتٍ أردنا فيه البكاء فحجبهُ عنّا و...