المشاركات

عرض المشاركات من مايو, 2017

قوة

صمتٌ يضجُ به صدري، وبحَّةٌ لوّنت صوتي.  بقيتُ وحيدًا أناضلُ وكأن الله يُعلمني الرضا بكيفيته، وزمانه ومكانه البائسين في قلبي.  بُتُّ أراني وأنا أقاوم الصخور المتناثرة من قمة الجبل قويّةً، قويّةٌ لا يُبكيني خبرٌ عابرٌ، ولا يأسرني بأسٌ ماطرٌ. بدأتُ أحاربُ الإنزلاق تارةً وراء أختها، وباتت قدماي تقدمني لحظة، وتُؤخرني لحظات حتى رأيتُ نفسي في بقعة لم أكن أظن أنها ستكون. لكنَّها كانت!  كان اللهُ معي في جهادي، كان يعلم كل خالجةٍ سكنت في نفسي، كان يعلم الحرب الهائج خلف سكوني، وخلف كل واردة مني.  هو يعلم مقدار تعلقي بقمةِ ذلك الجبل، ويعلمُ  كيف ومتى وأين المتعلقات بوصولي إليها. لذلك لم يشأ أن يكون ما أريد، أرادني أن أكون قويةً جدًا. أرادني أن أذوق لحظة الخسران ساعة ليكون نعيم الربح ساعاتٍ وأيامٍ وشهور ٍوسنوات.  يُعلمني أن لحظة بكائي قوة، ولحظة وهني حياة أيما حياة.  لا بأس أن أبكي يا رفيق، إن كان هذا البكاء يُصعِّدُني معك لقمة ذلك الجبل.  لا بأس، فقط خذني معك برفق.  ٢٧/شعبان/١٤٣٨ه.

تأخرتُ؛ ليتقدموا!

جاءت باهتة الملامح، والسواد يطغي لأسفل جفنيها بذكاء ممتزج.  تتخبط خطواتها وهي تتلحفُ رداءها الطويل. تجري؛ لتلحق بهم فيسرعون دون اكتراث.  تقف لعل قطار الحياة يُرجعهم إليها فتَتَمسك بتلابيبهم، وتروغ إلى أحضانهم تستقي الشفاء.  كانوا صحبًا لا ينفكون عن حبل وصالهم، أرواحهم مقيدة بسلاسل التقوى المتينة.  وجوههم الباسمة تشع نورًا يحضنهم وهم يتدارسون كتاب الله تحت شجرة العتق من نيران الهوى. كان السباق يشتد، وكانت منهمكةً في صيد طعامها المتهاوي لجسدها البالي، وكان دربها ضيّقًا كحفرةٍ باتت على مشارف جنازةٍ تسكنها. لم تكنْ عاقلةً قط.  المياهُ الساقطةُ عليّها كانت بأسًا يتلاحم مع أورتها، والحجارةُ الصلبةُ تتهاوى في سقوطها؛ لتعرقلَ سيرها.  كانت تظنُ أن طريقها صوابًا لا يقارب الباطل في شيء لكن ظنّها خانها وجاءها بحجةٍ دامغة تسيلُ لعابها خوفًا وجزعاً. هي لم تكن تعلم معنى أن تكون فردًا يثعب الخير كأنهارًا انبجست جراء ضربة عصا موسى.  كانتُ على مشارف الهداية، وكانوا لها بلسمًا تتشرب منهم الخير، ودواءً يطبُّ مرضها كلما زاد لهيبه. ذاتَ حقبةٍ م...
عُدتُ خاويةً، خاويةٌ من كل شيء!  أحاولُ وأنا أتخبطُ في دربي الطويل أن أستمسك بومضة الوصول، وأن أجعلها سلوى لقبي إن كانت تؤول.  مررتُ بمقبرةِ الآمال، فعصرتْ فؤادي ألمًا من احتضار سكانها.  داءٌ خبيثٌ اعتدى على بنيتها الناحلة، وبدأ ينهش فيها حتى أسقطها مُغماً عليها.   أنا لم أعد أحتمل! ما زال قلبي جاثيًا يُريدُ شفاءَها، يريد هواها، ويريدُ أن يحتضنها بحقيقة الوقوع. رجاواتٌ تلاعبُ أوردتي بعودتها، ودعواتٌ هنَّ سلواي في حزني العميق.  أحاولُ أن أسدل الستار عليّ، وأن أختبئ في جحرٍ بعيد، ألملم شعثها المتمزق في قلبي، وأن أبقى وحيدًا في عالمٍ لا يشبهني أبدًا. أو أنني لا أشبهه!  لا أعلم، المهم أننا مختلفين ولا تشابه بيننا.  العالمُ سيء، والأصدقاء منتهون.  نعم سيء إلى الحد الذي نسهو فيه عن ذواتنا. فننسى أن لها آمالاً. نذيقها الموت قبل أن تموت. 26/جمادى الأولى/1438ه.
فاضت دموعٌ والكواكبُ سائحة تُفضي بحبٍ في الحياةِ السانحة تَحكي رويدًا فائضًا من قلبهِ والنورُ نورٌ في الحياةِ الفالحة قل لي بربك إن نأيتَ بغفلةٍ الدربُ صعبٌ والتجارةُ رابحة تأتي بذنبٍ ماحقٍ  من سوئهِ كلَ العطايا والأماني الطامِحة  إنّي أتيتُكَ والدموعُ سواكبٌ تشكو إليك قُلوبَ قومٍ مالحة ترجو صلاحًا يمطرُ القلبَ هدى يُزجي سحابًا من أمورٍ صالحة ترسو بصبرٍ بائنٍ في صدقهِ والكِذبُ داءٌ للبلايا الفاضحة فارسمْ بِلطفك واديًا مُتجلجلًا يجري بِحبٍ في القلوبِ النّاصحة
حينما أمسكُ قلمي؛ لأكتب أشعرُ أني وُلِدْتَ من جديد!  وكأنني كنتُ أصارع رحم أمي؛ ليأذن لي بالخروج.. كلماتٌ غفيرة تستوطنُ أوردتي ، تُشَّربني ماء البوح !  أمضي وكأنني على علمٍ بعتبة الوصول ، تلك التي ما عرفتها منذ الوهلة الأولى التي كتب الله لي فيها حياة الجامعة ! أتخبط كثيرًا ، أشعر أنني ما زلت أشهق هواء البعثرة ، وأزفر كل همة حية كادت أن تصل لكمال البنيان ! ضيَّعتُ قبضةَ يدي وأنا أُحاولُ أن أُحكمها ، أشياءٌ جذلة لَمْ تكن في الحسبان.  كنتُ أظن أنَّ الجامعة هي الخير الجزيل!  وأن لا حياة ستهديني الجمال سواها ! لازلتُ أذكر  أبي وهو يطبُّ فؤادي تلك الليلة حينما انهالت قواي بالكسور وأنا أقول له " سأبذل وأبذل ، أريد العلوم في الجامعة لا غيرها ". بكيتُ كثيرًا  وكان الله يعلم سر بكائي . فيرسل لي هدايا عظيمة تلون مدامعي بالفرح والسرور ! كنتُ ومازلتُ أُحِبُّها، وما زلت أقول أن الحياة فيها مختلفة عن كل شيء.  ولكن ما في نفسي طباق ما كنتُ أزرعهُ ، طباق ما كنتُ أبنيه!  الخلل في نفسي " وَمَآأُبَرِّئُ نَفْسِى" أم أنَّ السبب في غرابة الحيا...