تابع \ حصة في مختبر الفيزياء

 
   " إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ"
كلماتٌ ترددت على مسمعي وكأنها المرةُ الأُولى التي  أعقُلُ معناها !
يا الله
مروة الضعيفة التي بات ليلها يطول .. والتفكيرُ في حواهُ يحومُ ويدور !
مروة في سنتها الماضية أبت أن تجوبَ في بَحرٍ خَلتْ أنها لا تملكُ مركباً تبحُر بهِ.. جاهلةٌ مسكينةٌ أبت الاختيار ودَفعت القلمَ لأبيها لعلهُ يختار فتمضي  بقلبٍ لن يَكلَّ ندماً واكتراث ..!
فأبى القلمُ أن يُسطر إلا و يدِها هي المُسطِر  وعقلها المُختار ..
في حينِها  وقفتُ بُرهةً أولملمُ شتاتَ أفكاري المُتبعثرة .. وكأن ماءً بارداً قد انسابت برودتهُ على قلبٍ كالجمرةِ قد فَحُمَ خوفاً وعدم ارتياح !
وكأن القلق اتخذ روحي لهُ مَسكناً !
والقلبُ باتَ كئيباً يرى أمنياتُهُ الورديةُ سوداء!
بَحرُ الفيزياءِ كان هائجاً ومركبتي نَحيلَةٌ لم تستطِع أن تمضي في سيرها !
لكنَّ الله شاءَ لها أن تمضي ..
شاءَ لها أن تقوى ..
شاء أن تكونَ فيها تجارةً رابحةً..
شاءَ أن تكون تلك الكلمات المُترنمة من فيَّ  معلمتي هي القوى والمَلاذ ! فهبَّت كنسيمٍ بَلَّدَ كُومة الصِعاب المُتحجرة .. وجاءَ المَطرُ بقطراتهِ ليُزيلها من روحي العطشى لعطاءٍ من غيثه ..
وَجدتُ روحي فقيرةٌ حقا!
وجدتُ قلبي أسيراً مُتبلداً!
وجدتُ  الفكر العقيم  نابضاً أسفا !
مروة كيف لا وربك رحيم ؟!
كيف لا  وهو القائل " إنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً"
مروة أَيعقل أن ربَكِ ينساكِ وأنتِ له تعملين ؟!
مروة أين أنت من أولئك الذين عزموا وتوكلوا وكانوا بقول ربهم  "  فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكَّلِينَ" يعملون ؟!
مروة ما الصَّعبَ في الأَمر إن دَرستِ وعَملتِ ؟!
أليس من أسس هذا العلم كان جاهلاً؟!
مَروة كيف يتأَتَّى العلم إذا لم نُحبهُ؟!
وكيف نُحبهُ إن ظنناهُ عسيراً مُتحجراً لا يفكهُ عقلُنا ؟!
مروة النَّابغة كيف ترقى وهي تخافُ أن تركبُ بحرَ الفيزياء؟!
مروة العاقلة كيف لها أن تُفكر بفكرٍ عقيم ؟!
تساؤلاتٌ كأنَّها قطراتٌ تُساقِطُها المُزن !
تسقي روحي العطشى وكأنها  في حالتها أرضٌ جدباء!
يا الله..
هو خيراً مروة هو خير ~
 
واقعاً كما صوره الشاعر :
كان حلماً فخاطراً فاحتمالاً    ***   ثم أصبح حقيقة لا خيال
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢

غمامةُ حبٍّ ١