جرّبوه يا رفاق ~



طلائلٌ فجرية تداعبُ أنفاسي الراتبة .. وكأنها في صورتَها  دُرر عقدٍ تتناثرُ على أرضٍ ملساء ..!

السماءُ مُتبلدةٌ بالغيوم .. تحويها مُزنٌ تسقي الأرضَ غيثاً .. و الأرضِ قد بَدت عليها ملامحُ البساطِ الأخضرِ ظُاهراً ..

النَّاسُ نيامٌ في الليلِ .. و في النهارِ يرتعون في أتعابِ هذه البسيطةِ .. الكلُ لاهٍ بحياتهِ .. وفي سَدِّ ثُغورِ حاجتهِ ماضٍ .. الكُلُ يبحثُ عن السعادة ِ .. وللراحةِ قُلوبَهم مُلهفة ..

هُم كأنا .. وأنا كهُم ..

مطلبُنا واحدٌ.. وسُبُلنا مُختلفة !

 منهجي كما يَقولون عسير..أن أمضي عليه كأني طفلٌ يغمسُ قدماهُ في صحراءٍ حارقة !

هُم خَلوا ذلك , وأنا أقول قد خاب من كان معَهُم فيما خَلوا..!

أجدني يا رفاقُ طيرٌ قد لظى قلبُهُ ظماً .. بات كئيباً .. للماءِ مُحباً .. وحينما اتخذتَهُ مَنهجاً قد ارتويتُ شبعاً ..

الماءُ يا رفاق هو ما يَحتاجهُ الجدثُ حينما يُبيتُ ضعيفاً ..

لكن , أَهناك ما يُطفئُ لوعةِ القلبِ إن باتَ مُشتعلاً ؟!

أَهناك من يُلملمُ شفراتِ حزني إن غدى الفؤادُ كئيباً؟!

أهناكَ من يكونُ كالرحيقِ  للنحل عسلاً صافياً ؟!

فالجسدُ جُثةٌ هامدة إن غابت الروحُ عنه .. والروحُ دون حروفها لا حياةً بمعانيها ..!

كالصورةُ إن غابت الألوانُ عنها كانت باهتة ..!

أو كعجوزٍ خانتهُ قدماهُ حينما ظنَّ أنهُ مُستغنياً عن عكَّازته !

نهَجي يا رفاق سَهلٌ يسير .. يُطفئُ من القلب ِ لوعتهُ ويُطبطبُ عليه نقاءً وسعادةً لا نضب لها !

إنهُ مخلوقٌ سمَّاه ربي " قُرآن"

إنَّهُ سبيلي إن لم يكن لأمري في القلبُ مُتسع !

إنهُ من كان لأشلاءِ مواجعي مرفأً عليهِ مُتكأ !

لا الدمعُ بين صفحاتِه وَجعٌ .. ولا الأنس دونهَ فرحٌ..

جربوه يا رفاق , إنه الدواء لكل داء !

والحياةُ لمن لم تكن له حياة !

والسعادةُ المتدفقةِ لكلِ الجِباه !

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢

غمامةُ حبٍّ ١