إلى مُعلمتي~
الحروف
باتت ثكلى عقيمة
، والكلمات
بقت على وهنٍ
ساكنة !.. محبرتي
تَجمد حِبرُها فالقلم
دون مدادٍ كجسدٍ
دون روح!
.. أي قلم بل
أي حبرٍ أُسطر
به كلماتي الرتيبة ! فكأنك أنتِ سماءً تمطر
كرماً واحساناً لتُعلن
بشرى لأرضٍ جدباء
، وكأنني
طفلٌ قد جفَّ
جوفه فأصبح يلهث
لعطاءك!، ما
أجملهُ من كرمٍ ! وما أروعه من
عطاء ! قد اغرقنا في
بحر جوده!
معلمتي
أيا رافد
قد فاض عطاءه * وأيا روحاً بدت
الكلماتُ في حسن نقدها
قاصرة ! حكايةٌ
استكنت على نواجذ
قلبي بأريحية ، ها
هي تطحن أجنة
اليأس العقيم ، وتبدد
كل فكرٍ سقيم .. لا يباغتني كرمٌ بعيدٌ قد
طال انتظاره ، لكن
الله حين شاء
قد كتبه في
صحفٍ لبياضها حكاية
عطاءٍ راسخة!،
فالقلبُ يهتفُ سعادة
أن أبحر في
بحر لوعته ، وغاص
سابحاً بأرض العلوم
تلك التي حواني
رحمها ساعاتٍ من
يومي، وهاهي اليوم
تلدني بروحاً قَد
أعلنها التميزُ نجماً في
سماءه ! ودندن على جنباته،
واستشف من عطايا
الربِّ شيئاً جليلاً
، فكانت
روح العقيدة هماً
في الدين تأسرني
وبها أعلنت انطلاقةً
جديدة يصدُح بها
الخير حيثما كان !،
علمتِني ومضيتُ بعلمك
أجوبُ بحوراً لامست
دائرةُ السعادة فكُنت
مرفأ لكل دمعة
بائسة من حِلمٍ
قد نسجتهُ مُخيلتي
القاصرة!، وبَحر
الفيزياء قد كان
لقلبي نبضاً قد
اجتث قُرة عيني
من سنتي السابقة
، لكن
روحك مُعلمتي قد
كانت الملاذ لتلك
الفقيرة الجاهلة فكُل
سكناتك تربتُ على
قلبي أن اصمدي
واعلمي يقيناً أن الله
على كل شيءٍ
قدير ، وروح الرياضياتُ
يملكني نبوغها، قد
علمتُ كيف للأرقامٍ
أن تكون مجهولةً
بطبيعةُ فطنتها ، كأن
أخفي وجعٌ خلف
ثغرٍ باسم ، لكن
العقل يكشفهُ إذا
ما انصهر الغشاء
عن عقله واندثر
جموده ! .. أما حكايةُ الكيمياءِ
خِلتُ في الوهلةِ
الأُولى آنها قاسية
، وأن
لا نصيب للتميز
في سبيلها، لكن
الله شاء لفكرٍ
مريضٍ أن يشفى
، وأن
يجتث روح اليأس
من ينبوع الأمل
ويزرعه في نفسٍ
حائرة ويطُهرهُ وهاهي
سمةِ التميزُ تُظهر
دليلها .. فأنتِ
الرائعة تلك التي كابدت
الصعاب من أجلنا
وشقت طريق جهلنا
بنور علمها ، حتى
ترى ملامح الفرح
ظاهرة بجميل ما
نُجز !، أي
عطاءٍ هذا الذي
تروينا به!
وأي روحٍ قادرة
على أن تُسعدنا
كأنتِ؟! نعمةٌ
من الربِّ أنتِ
، قد
باتت تمتامات الشكر
ترتفعُ للإلهِ أن
أوجدكِ في عالمنا
السعيد .. وحكايةُ
الضاد لا أخفي
سرها ، فمن بات
همها أن تُزيل
شباك الصعاب في
سبيلٍ يسير لتُوجد
معنى تاماً للتميز
، كأنني تَلوحُ
لي ذكرى أن
تقول : وهذا
الأمر بالنسبة لي
سهلٌ يسير
! .. وبين كومة الأوراق
تلك التي طُبعت
عليها خرائطُ موطني،
واستلتُ حب الحفظ
من جفني ، روحاً
أتت بالسهل اليسير
، وأبعدت
الصعب الكبير، واحال
في قاموسي الرتيب
معنى أن أحب
الوطن بجهالتي إلى
علمي الذي أرى
به عين البدر
الذى سطع مشرقاً
فنما حباً وتقديراً
لمن أمشي على
ثراه !. إنها
دُرر عطاءك مُعلمتي، وهناك حيث
أرى الدم يسري
عبر أوردةٍ زرقاء !،
كيف له أن
لا يكون صبغهُ
إلا أحمراً ؟! قصةٌ
أحداثها تملئني ارتواء
، وتذكرني
بقصور علمي المعطاء
، إنها
قلبُ الأحياء الذي
ينبض بنا رقياً
وبهاء،!
لست أنساكِ
فما عُلِّمتُ قط
نكران الجميل ، ولا وجدت
الروح عمياءً تبين ! عطاء قلبك الذي
أبادله جفاءً لأجل
عمرٍ قديم ، فليعذرني
وليجد لي العذر
الجديد ، انجليزيتي الرائعة
، يعشعش
اليأس لأجلك مُكتئباً
، ويبادرك
قوىً لاذعة لتميزاً
قريب، ربي المعين
ومنك السبيل ، نشد
الوثاق لمجدٍ كبير
، ومن
غيره لا نستطيع !..فعذراً وأسفاً لقلبك
الأريب ، ووعداً بخير
انطلاقة للتميز ف
هذا السبيل .. !
مُعلمتي
أيا دليلاً لجنة
ربي ، دعيني أرى
الكون السعيد بعينيك
، والحياة
السرمدية في حروفك
، دعيني
أرى سلوكك الذي
يهبني قصراً في
أرضٍ خضراء ، والنهر
بين نواجذه يتسربل
، ويكفُ
نفسي ما تشتهي
من فاكهةٍ ولحم
طير ، دعيني أتخذكِ
أختاً كُبرى تَكن
الملاذَ إذا تقاسعت
الفتن !..
نعم
المُعطي أنتِ ، ونعم
الأمل ، ونعم من
يهبنا الجمال إذا
ما اكتمل
!
مُعلمتي
، جوهرةٌ
قد أوجدك ربي
في دربنا الواسع،
ما إن نجدك
ونتبعُ نور علمك
في عتمةٍ راهبة
حتى يُضيء الكون
ويَرحبُ بنا
.
مُعلمتي
، أبجديتي
أراها خاملة لا
تستطيعُ أن تلملم
شتاتها لتنسج لكِ
عبيراً لعلهُ يُسعد
قلبك ، أرقَبُها لعلي
أجد منها نفعاً
يتسلل بين جنباتِ
روحك ليبهجها ويكن
لها سعدا، أقف
عاجزة ، وشكري قاصر !
لكن
دَعيني أخبركُ أني
لستُ من ينسى
العهد أو يخون ! فلكِ من عطايا
الدعاءِ غيثاً يروي
ظمأ قلبك*
شكراً
بحجم الكون الرحب
الذي يحتضنني ، شكراً
ملء السماء والأرض
، شكراً
بقدر عطاءك وغيثك
المَروي لأنفسٍ عَطشى،
شكراً من قلبٍ
يمَنى أن يجدكِ
في جنةٍ عرضها
السماواتِ والأرض، شكراً
من قلبٍ فقير
ورُحاً دون علمك
ناقصة ..
*ميعادنا الجنة مُعلمتي*
تعليقات
إرسال تعليق