المشاركات

عرض المشاركات من 2020

غمامةُ حبٍّ ٢

صورة
 مرّ شهرين. كنتُ في كلِّ يومٍ أعيَ معنىً للحياةِ التي تربطني بكَ، وأفقهُ أمرًا بدأَ يأتلفُ مع منظومةِ الحياةِ التي أريدها. كيفَ رأيتُك؟ رأيتُكَ بالحلّةِ التي تُشبعُ قلبي، بالحلّةِ التي أرى بها جمال القدرِ ولذته التي تبددُ منّي كل خوفٍ. وجدتُكَ حانيًا على قلبي، راويًا لنبضي، ساقيًا لحاجتي الذيَ ما كانت لِتُروى إلا بكَ وبِقربك. أيقنتُ أنّ الله لم يخلقنا كاملين، مُشبعين، بل خلقنا أنصاصًا لا نكتملُ إلا بهذا الرباطِ العظيم، وحاجاتنا كذلك لا تُروى إلا به. أراكَ بين العالمين سندًا أتكأُ عليه في كلّ مواقفِ الحياةِ، تشاركنيَ الموقفَ كما أحتاجُ وأرضى، تضمّني روحكَ في لحظاتِ الفرحِ فتزيدني فرحًا وسرورًا، وتحضني بلطفك في حزني مواسيًا ومقويًا، تشدّ من همتي لأنجزَ وأبهرَ العالم بما صنعت، وتأخذ بتلابيب روحي في لحظةِ الضعفِ إلى ميناء القوةِ فأقوى بكَ. أنتَ الزّوج في العهدِ الذي عاهدت اللهُ به، لكنّك الأبُ الذي يرعى طفلتهُ بالحبِّ ويقيها شرّ الظروفِ والمواقفِ بكلّ ما أوتي من قوةٍ وقدرةٍ، والأخُ الحنونُ الذي يحنو عليّ مهما اختلفنا وشققنا طُرقًا لا يلتقيانِ أبدًا، والصديقُ الذي يشاركني معاركي في الحي...

غمامةُ حبٍّ ١

صورة
  يبدو أنهُ قدرًا حتميًا يفيضُ بأمنهِ على جنباتِ قلوبنا، يتدفقُ الشعورُ بين أركانِ محاجرنا، وينمو منهُ عهدٌ يتسمّرُ بعمقه في أروحانا لِيعلنَ بعد أمدٍ مُقدَّرٍ عن ولادة ميثاقٍ غليظٍ يلون حياتنا بالألفةِ والمودةِ والوئام.. منذُ الطرقة الأولى على بابِ قُربي كان الإلتحامُ الروحيُّ بين روحينا يغمسُ بذوره في تربةِ قلبي، مُنبهرةٌ بروحٍ تتآلفُ مع روحيَ حدَّ اللا إدراكِ منّي! لم يكن لقلبي الذي اغترفَ من خبرِ وصولك إلا الخفقان حتى كاد المُتحلقين حولي يشفقونَ على نبضيَ الصاعدَ زمناً بعد هبوطهِ. لحظةَ وصولك كانت ترسمُ في مخيلتي كلَّ الصّورِ التي حاولتُ التقاطها عنك وأنا في مسيرةِ البحثِ عن روحك! كيف يمكنُ للثباتِ القلبيَ الذي يلتحمُ صدرك أن يبلغَ إِوَجِهِ ولا تتعثرُ خطواتهِ في دربنا المملوءَ حبًا بإذن الله! إنهاكُ حضوركَ في يومٍ مُخيفٍ كاد يحقنني بسمهِ، كنتُ في كلِّ حضورٍ أردت أن يكون له ولادةً ددستُ بذورَ الإستحالةِ فيه، كيفَ يمكنُ لقلبي المحصورِ في حضورِ عالمي الصغير أن يفتح الباب فجأةً لغريب؟ كيف لطرفيَّ الذابلين في ماء الحياء أن يعتلين مسار عينيك فأنظر دون أن أصبح مذنبةً أمام أبي وهو يقول:...

ثرثرة٢

صورة
كنتُ أظنُ أن مواسمَ الأحزانِ تكشفُ لنا معدن الحبّ الذي ينمو في قلوبِ أصدقائنا وأقربائنا، يتوشحُون برداءِ البرِّ والمواساةِ التي يختصهمُ اللهُ بها دون غيرهم. كنتُ أظنُ أن وجودهم في تلك اللحظات كافيًا لأُصدِقَ قلبي ودادهم، وترانيمَ حبهم وإخلاصهم. كان يبدو الأمرُ سطحيًا حتى أُسقِطنا في مواقعِ الابتلاءِ الذي أظهرَ لنا أن حقيقةَ ما نعتقدهُ بثباتٍ في قلوبنا مُجرّدُ مُزحةٍ أُلقيت بذراتها فتنامت واستوطنت عالمنا دون أن ننظر أو نهتدي للحق. أُكبرُ أملَ حينما قالت ذات لحظةٍ غاضبةٍ: 'نفتّش  عن أصدقائنا في مواقف الفرح، في الأحزان كل الناس تشفق عليك وتكون معك'. كنتُ أظن أن كلماتَها لا تُجاوز نطقها الذي أبدى استياءً عارمًا سيخفتُ بعد برهة، ظننتُ أنني أتجاوزها ولن يعلقَ في قلبي فتاتٌ من نطقها لأجدَ في حقيقةِ الحياةِ التي نعيشها كل ذلك صوابًا. تُغسلُ أرواحنا حبًا في لحظةِ ضعفها، يساندوننا فنقومُ على أكتافهم، يشبعوننا احتواءً وكأننا لا نقوى إلا بوجودهم. يشعرونَ أنهم مصدر قوتنا؛ فينمو شعورَ الواجبِ لإمدادنا بكل قوةٍ! الحمدُ لله عليهم قوةً في ضعفنا ولكن ليس هذا كل الأمر! الإمدادُ الذي جعل الله...