ثرثرة٢
كنتُ أظنُ أن مواسمَ الأحزانِ تكشفُ لنا معدن الحبّ الذي ينمو في قلوبِ أصدقائنا وأقربائنا، يتوشحُون برداءِ البرِّ والمواساةِ التي يختصهمُ اللهُ بها دون غيرهم. كنتُ أظنُ أن وجودهم في تلك اللحظات كافيًا لأُصدِقَ قلبي ودادهم، وترانيمَ حبهم وإخلاصهم. كان يبدو الأمرُ سطحيًا حتى أُسقِطنا في مواقعِ الابتلاءِ الذي أظهرَ لنا أن حقيقةَ ما نعتقدهُ بثباتٍ في قلوبنا مُجرّدُ مُزحةٍ أُلقيت بذراتها فتنامت واستوطنت عالمنا دون أن ننظر أو نهتدي للحق.
أُكبرُ أملَ حينما قالت ذات لحظةٍ غاضبةٍ: 'نفتّش عن أصدقائنا في مواقف الفرح، في الأحزان كل الناس تشفق عليك وتكون معك'.
كنتُ أظن أن كلماتَها لا تُجاوز نطقها الذي أبدى استياءً عارمًا سيخفتُ بعد برهة، ظننتُ أنني أتجاوزها ولن يعلقَ في قلبي فتاتٌ من نطقها لأجدَ في حقيقةِ الحياةِ التي نعيشها كل ذلك صوابًا.
تُغسلُ أرواحنا حبًا في لحظةِ ضعفها، يساندوننا فنقومُ على أكتافهم، يشبعوننا احتواءً وكأننا لا نقوى إلا بوجودهم. يشعرونَ أنهم مصدر قوتنا؛ فينمو شعورَ الواجبِ لإمدادنا بكل قوةٍ! الحمدُ لله عليهم قوةً في ضعفنا ولكن ليس هذا كل الأمر!
الإمدادُ الذي جعل اللهُ وعائنا متعطشًا له لا يكونَ في لحظةِ الضعفِ دون القوة، أو لحظةِ الحزن دون الفرح.
أمقتُ الذين يعتلون صرحَ العزلةِ حينما يتطلبُ موقفنا حضورهم، الذين لا يشعورن بالواجبِ مشاركتنا في لحظاتِ الأفراح كما في لحظات الأحزان، ينأون عنّا وكأننا لا نمت لهم بصلة! وأنّ الأفراح لنا وحدنا، والأحزان لنا ولهم.
يبدو أننا نعيشُ في عالمٍ سوداويّ، لا يحبّ إلا الحزن، فلا يتفاعلُ إلا في حضوره. عفا الله عنّا جميعًا.
أُكبرُ أملَ حينما قالت ذات لحظةٍ غاضبةٍ: 'نفتّش عن أصدقائنا في مواقف الفرح، في الأحزان كل الناس تشفق عليك وتكون معك'.
كنتُ أظن أن كلماتَها لا تُجاوز نطقها الذي أبدى استياءً عارمًا سيخفتُ بعد برهة، ظننتُ أنني أتجاوزها ولن يعلقَ في قلبي فتاتٌ من نطقها لأجدَ في حقيقةِ الحياةِ التي نعيشها كل ذلك صوابًا.
تُغسلُ أرواحنا حبًا في لحظةِ ضعفها، يساندوننا فنقومُ على أكتافهم، يشبعوننا احتواءً وكأننا لا نقوى إلا بوجودهم. يشعرونَ أنهم مصدر قوتنا؛ فينمو شعورَ الواجبِ لإمدادنا بكل قوةٍ! الحمدُ لله عليهم قوةً في ضعفنا ولكن ليس هذا كل الأمر!
الإمدادُ الذي جعل اللهُ وعائنا متعطشًا له لا يكونَ في لحظةِ الضعفِ دون القوة، أو لحظةِ الحزن دون الفرح.
أمقتُ الذين يعتلون صرحَ العزلةِ حينما يتطلبُ موقفنا حضورهم، الذين لا يشعورن بالواجبِ مشاركتنا في لحظاتِ الأفراح كما في لحظات الأحزان، ينأون عنّا وكأننا لا نمت لهم بصلة! وأنّ الأفراح لنا وحدنا، والأحزان لنا ولهم.
يبدو أننا نعيشُ في عالمٍ سوداويّ، لا يحبّ إلا الحزن، فلا يتفاعلُ إلا في حضوره. عفا الله عنّا جميعًا.
تعليقات
إرسال تعليق