غمامةُ حبٍّ ١

 

يبدو أنهُ قدرًا حتميًا يفيضُ بأمنهِ على جنباتِ قلوبنا، يتدفقُ الشعورُ بين أركانِ محاجرنا، وينمو منهُ عهدٌ يتسمّرُ بعمقه في أروحانا لِيعلنَ بعد أمدٍ مُقدَّرٍ عن ولادة ميثاقٍ غليظٍ يلون حياتنا بالألفةِ والمودةِ والوئام..

منذُ الطرقة الأولى على بابِ قُربي كان الإلتحامُ الروحيُّ بين روحينا يغمسُ بذوره في تربةِ قلبي، مُنبهرةٌ بروحٍ تتآلفُ مع روحيَ حدَّ اللا إدراكِ منّي!

لم يكن لقلبي الذي اغترفَ من خبرِ وصولك إلا الخفقان حتى كاد المُتحلقين حولي يشفقونَ على نبضيَ الصاعدَ زمناً بعد هبوطهِ. لحظةَ وصولك كانت ترسمُ في مخيلتي كلَّ الصّورِ التي حاولتُ التقاطها عنك وأنا في مسيرةِ البحثِ عن روحك! كيف يمكنُ للثباتِ القلبيَ الذي يلتحمُ صدرك أن يبلغَ إِوَجِهِ ولا تتعثرُ خطواتهِ في دربنا المملوءَ حبًا بإذن الله!

إنهاكُ حضوركَ في يومٍ مُخيفٍ كاد يحقنني بسمهِ، كنتُ في كلِّ حضورٍ أردت أن يكون له ولادةً ددستُ بذورَ الإستحالةِ فيه، كيفَ يمكنُ لقلبي المحصورِ في حضورِ عالمي الصغير أن يفتح الباب فجأةً لغريب؟ كيف لطرفيَّ الذابلين في ماء الحياء أن يعتلين مسار عينيك فأنظر دون أن أصبح مذنبةً أمام أبي وهو يقول:"مروة شوفي، من حقك تشوفي"! 

للقاء كانت هيبةٌ كأنتَ، هيبةُ الصورِ التي التقطتها وأنا أُبحرُ في أعماقِ مكنوناتك التي شغلتني عن كل شيءٍ؛ فتكون أنتَ الشيءُ الذي لا يشبههُ أي شيء. 

غيابُك المحتومُ كان عاملًا حزيناً يلفَ روحيَ بغطاء الانتظارِ حتى تعود، وتعود الحكاياتِ إليك.. أنتَ المملوءُ بنفسك إلا فجوةً صغيرةً أيقنتُ أن الله قذفها في قلبِك كما هو حالها في قلبي.. 

أنتَ المنتظِر لكنني كنتُ أشدَّ  انتظارًا منك..

أُصيخُ السمعَ حينما يكونُ الحديثُ عنك، يقفزُ قلبي فرحًا إذا ما اعتلاكَ مدحٌ عظيمٌ، وسعادةُ قلبي ترفرفُ حبًا حتى أغيبُ عنهم هروبًا إليك، إلى سكنيَ الذي أرى قَبول الله فيهِ كائنًا بإذنه. 

متى يعود؟ شغلني غيابُك، ظللتُ أتتبعُ خبرَ عودتِك طويلًا، أصبحتَ حديثَ روحي في كلّ إصباحٍ وإمساء. 

أرسلُ إليكَ تخاطرًا روحيًا عميقًا كل ليلةٍ، أقابِلكَ فيه دون خوفٍ، أتلمّسُ نبضيَ الخافقُ بتردادِ حبّي إليك، أُمعنُ النّظرَ في عينيك، وأصبحُ أسيرةَ بريقهما حتى تقترب، فأغترفُ من قُربكَ سُقيا تملأني حدّ الارتواء. أحدِّثُك بمعيّةٍ منك تنشلُ خوفي من دائرةِ القلقِ إلى مركزِ الأمان، وقعتُ في مصيدةِ حبّك حتى أثملني عن كلِّ بأسٍ كان يمكنُ أن أنظرَ إليه. 

أنظرُ إليكَ صديقًا حبيبًا، ألتقمُ تم قُربه عسل الحياةِ وبرِّها. 

لم يكنْ لي حاجةٌ في الزواجِ حتى أتيت، فمسكت بتلابيبَ روحي وأغرقتني اغتباطًا أنك أتيت! 




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢