ابنةٌ
كنتُ في زيارتها ليلةً مضنيةً، كانت تشكو في بدايةِ عهدها الجديدِ قلقَ الواجباتِ التي سطّرت شرعيتها في قاموسِ حياتها السعيدة. كانت تشكو من ثقلِ قلقها؛فيؤرقها ويصنعَ في قلبها أُعجوبةً كدتُ من فرطِ ما يُبديهِ وجهها أبكي، وكل شعوري في قلبي يُبكي ما بها.
كانت ترى البرَّ في عينيهِ عظيمًا، والحكايةُ التي نسجتها في نبضها ضاقت عليها ببرّه، وبدأت بُنيّاتِ فكرها تهربُ من حقيقةِ الواجب الذي كلّفها اللهُ بها حينما رضت أن تكونَ حليلةُ ابنٍ يربو البرَّ في قلبهِ دون هواها. اشتدّ احتدامها وهي صريعةُ شعورٍ بعد عامٍ من الولادةِ القلبيةِ التي كانت تزورها.
كانت تقعدُ في الدرجِ الخلفيّ من البيت كل ليلةٍ، تنظرُ إلى السماء بعتمتها الراهبة، يُضيءُ قلبها قلقَ الشعورِ التي تكتمهُ في صدرها من سوءِ ما تتبخترُ الأفكارُ في عقلها! ألقيتُ عليها سلامي وهي تحدّقُ عليّ بعينيها الدامعتين حتى ارتجفت نبضاتها، وتسربلت دموعها المكتومةُ عُمرًا كبيرًا. كنتُ أعلمُ أن ما يختلجُ النّفس حين يثورُ الشعورُ فيها لا يمكن أن يُكتمَ أثره، وانسكابِ الآثار الظاهرةِ عليها كانت تُوحي لي بخفقٍ يريدُ احتضانًا روحيًا ينسجُ منه أمانهُ المسلوبَ منذ أمدٍ مُوجع. أرخيتُ لها ذراعي الحاضنان لروحها، وجعلتُ نبضي من شدِّة ما يصبَّ حبّه إليها يخفقُ خفقَ استدراجٍ حتى تربو كلماتها في مسامعي تخفيفًا وتهوينا.
استقرت مدامعها، وبدأت موجاتِ صوتها تأمنُ الحديثَ إلى قلبي، وكأنها كانت تزّفُ كلماتها إلى نبضي زفًّا مُباركًا، استوطنني وعشتُ في تفاصيلِ حكايتها حياةً لم أتخيلها قط😭.
تقولُ وبحبحةُ صوتِها تُعلنُ ضجيجَ خوفها: *' هي لم تأمن حديثي إليها لكنّها كانت تُهدئُ نبضي حينما أوضحت أنّ الأمورَ كلّها ستكون على ما يرام'* ويكأنها تعلم أنني رغم شعورِ الإطمئنانِ الذي يسكبهُ اللهُ في قلبي مازلتُ أفكر، ما زلتُ أخاف، ما زلتُ أسردُ حكاياي؛ لِيَأْمن قلبي وأغدو في رحابِ حكايتنا الفريدةِ طيرًا مُحلّقًا في سماواتِ الحبِّ الذي عشعشَ في روحي ذات لحظةٍ. كنتُ أمرّ على جبينِ ودادها الساطع ِ من عينيها الدامعتين وهي تحتضنني فرحةً بعدَ أمدٍ طال انتظاره، كنتُ أرى افتتانها بتلكَ اللحظةِ وهي تودّعُ كفّي بقبلةٍ قلبيةٍ أتلمسُها سُعدًا وحبًّا😭❤️. شعرتُ وأنا في ضجيجِ فرحتها بالخزيِ الذي أقعدني على حلبةِ الأسرِ المنتظرِ الذي كانت تتكبدُ حصولهِ أشهرًا عديدةً، شعرتُ بالنحيبِ المتصعدِ بين نبضاتها وهي تخفقُ في حضنٍ دفينٍ يجمعني بها، شعرتُ أنّ اللهَ يَملؤني بها حبًّا يؤمنُ خفقي بعد أيامِ الشعورِ الفظِّ الذي تجرّعنا سُمَّ مُكوثهِ على عتباتِ أيامنا. يربو خوفي ألا أكونَ لها كما تريد، وألا تكون لي كما أريد، أريدُ أن أكون لها كما تتمنى وترضى، كالجنّةِ التي مدّت أنهارها على فيافي قلبها فارتوت واخضوضرت ، كالمطرِ المنتظرِ الذي يجعلُ أهل بيتها بقدومهِ ملئى سرورًا وحبورًا، أن أكون الابنة التي تملئُ قلبها رضىً وبهجةً، ألا أكون حليلةَ ابنٍ لا يُرى من خيرها إلا الإيناس باسمها😭.
شعورُ الحبَّ الذي يربو في خاطري يتسمّرُ في فكري، كيف لهذا الحبِّ أن يربوَ في محرابِ نبضي قبل الولوجِ إلى عالمِ مُقدّساتهم؟ كيفَ الحياةِ التي يتجرعها نبضي وأنا الغريبةُ إلّا منهم!
أخافُ الولوجَ بأفكارِ حِذري إلى العالمِ البغيضِ الذي سمعتُه اليوم فأصرعني وأبكى دقائقِ قلبي ألفًا مُنكرةً😭.
أخافُ عليها مني أن أكون كما تكره، أن أشعرَ ببُنياتِ نبضي تصدّ عن قلبها لأمرًا عسيرًا، أن يخفتُ نورها في قلبي فيظلم عليّ وأظلمُ عليها ولا نجدُ في ظلامنا نورًا. أخافُ من غيرةٍ تُغيرُ فكري نحو العدول عن ميادين حبّها، وأن أجرّ حبيب قلبها إليّ دون أن أعيَ أنيَ أحيي جذوةَ النّارِ في قلبي وقلبهِ. أعيذُ قلبي أن تجرّه وسوساتِ الدنايا إلى طريقٍ لا يعرفُ رضاها😭، أو إلى عالمٍ لا يعرفُ الخيرَ في طريق رضاها. أعيذُ عينيها دمعًا في ميادينِ الحياةِ المنكرةِ لفضلها، المتعدية على تقاسيم السلامِ في قلبها. أعيذها من حياةٍ تجدني فيها لها قاسية، وعن السلامِ صارفة، وللشرور واصبة😭. أعيذُها من نفسي التي أعيتني تربيتها على حبّها، ورضاها، وبرِّها والجنّة من قدماها. ثم اختتمت حديثها دعاءً يملؤها البكاء حتى أنه من غزارتهِ أصابني😢 : 'اللهم اجعلني لها كالابنة البارّة التي تملأ حياتها بهجةً وفرحًا، واجعلها لي أمًا رؤمًا تُنسيني عناءَ البعد عن أمي الرؤوم ولا تُنسيني ذِكرها. اللهم واجمع بين قلوبنا على الحبِّ والودِّ والوئامِ ما يجعل في قربنا هذا سكنٌ وأمانٌ وطمأنة. اللهم سخرني لها كما تحبّ وترضى في ميادينِ رضاكَ وتقواك، وسخرها لي كما أحبُّ وأرضى في ميادين رضاك وتقواك، اللهم آمين'😭💓
ثم أخذت بمجامعِ قلبها تفيقُ من حضني بعدما نضحت شعور قلبها وهي تتمتمُ من شفاهها' ادعِ اللهَ من أجلنا، ادعِ اللهَ لقلبي' ويكأنها لم تعلم أن النّبض فيّ لا يهدأ إلا بذكرها والإيناس بقربها، اللهم قلبها وما يحويه من حبٍّ وبرِّ💕
كانت ترى البرَّ في عينيهِ عظيمًا، والحكايةُ التي نسجتها في نبضها ضاقت عليها ببرّه، وبدأت بُنيّاتِ فكرها تهربُ من حقيقةِ الواجب الذي كلّفها اللهُ بها حينما رضت أن تكونَ حليلةُ ابنٍ يربو البرَّ في قلبهِ دون هواها. اشتدّ احتدامها وهي صريعةُ شعورٍ بعد عامٍ من الولادةِ القلبيةِ التي كانت تزورها.
كانت تقعدُ في الدرجِ الخلفيّ من البيت كل ليلةٍ، تنظرُ إلى السماء بعتمتها الراهبة، يُضيءُ قلبها قلقَ الشعورِ التي تكتمهُ في صدرها من سوءِ ما تتبخترُ الأفكارُ في عقلها! ألقيتُ عليها سلامي وهي تحدّقُ عليّ بعينيها الدامعتين حتى ارتجفت نبضاتها، وتسربلت دموعها المكتومةُ عُمرًا كبيرًا. كنتُ أعلمُ أن ما يختلجُ النّفس حين يثورُ الشعورُ فيها لا يمكن أن يُكتمَ أثره، وانسكابِ الآثار الظاهرةِ عليها كانت تُوحي لي بخفقٍ يريدُ احتضانًا روحيًا ينسجُ منه أمانهُ المسلوبَ منذ أمدٍ مُوجع. أرخيتُ لها ذراعي الحاضنان لروحها، وجعلتُ نبضي من شدِّة ما يصبَّ حبّه إليها يخفقُ خفقَ استدراجٍ حتى تربو كلماتها في مسامعي تخفيفًا وتهوينا.
استقرت مدامعها، وبدأت موجاتِ صوتها تأمنُ الحديثَ إلى قلبي، وكأنها كانت تزّفُ كلماتها إلى نبضي زفًّا مُباركًا، استوطنني وعشتُ في تفاصيلِ حكايتها حياةً لم أتخيلها قط😭.
تقولُ وبحبحةُ صوتِها تُعلنُ ضجيجَ خوفها: *' هي لم تأمن حديثي إليها لكنّها كانت تُهدئُ نبضي حينما أوضحت أنّ الأمورَ كلّها ستكون على ما يرام'* ويكأنها تعلم أنني رغم شعورِ الإطمئنانِ الذي يسكبهُ اللهُ في قلبي مازلتُ أفكر، ما زلتُ أخاف، ما زلتُ أسردُ حكاياي؛ لِيَأْمن قلبي وأغدو في رحابِ حكايتنا الفريدةِ طيرًا مُحلّقًا في سماواتِ الحبِّ الذي عشعشَ في روحي ذات لحظةٍ. كنتُ أمرّ على جبينِ ودادها الساطع ِ من عينيها الدامعتين وهي تحتضنني فرحةً بعدَ أمدٍ طال انتظاره، كنتُ أرى افتتانها بتلكَ اللحظةِ وهي تودّعُ كفّي بقبلةٍ قلبيةٍ أتلمسُها سُعدًا وحبًّا😭❤️. شعرتُ وأنا في ضجيجِ فرحتها بالخزيِ الذي أقعدني على حلبةِ الأسرِ المنتظرِ الذي كانت تتكبدُ حصولهِ أشهرًا عديدةً، شعرتُ بالنحيبِ المتصعدِ بين نبضاتها وهي تخفقُ في حضنٍ دفينٍ يجمعني بها، شعرتُ أنّ اللهَ يَملؤني بها حبًّا يؤمنُ خفقي بعد أيامِ الشعورِ الفظِّ الذي تجرّعنا سُمَّ مُكوثهِ على عتباتِ أيامنا. يربو خوفي ألا أكونَ لها كما تريد، وألا تكون لي كما أريد، أريدُ أن أكون لها كما تتمنى وترضى، كالجنّةِ التي مدّت أنهارها على فيافي قلبها فارتوت واخضوضرت ، كالمطرِ المنتظرِ الذي يجعلُ أهل بيتها بقدومهِ ملئى سرورًا وحبورًا، أن أكون الابنة التي تملئُ قلبها رضىً وبهجةً، ألا أكون حليلةَ ابنٍ لا يُرى من خيرها إلا الإيناس باسمها😭.
شعورُ الحبَّ الذي يربو في خاطري يتسمّرُ في فكري، كيف لهذا الحبِّ أن يربوَ في محرابِ نبضي قبل الولوجِ إلى عالمِ مُقدّساتهم؟ كيفَ الحياةِ التي يتجرعها نبضي وأنا الغريبةُ إلّا منهم!
أخافُ الولوجَ بأفكارِ حِذري إلى العالمِ البغيضِ الذي سمعتُه اليوم فأصرعني وأبكى دقائقِ قلبي ألفًا مُنكرةً😭.
أخافُ عليها مني أن أكون كما تكره، أن أشعرَ ببُنياتِ نبضي تصدّ عن قلبها لأمرًا عسيرًا، أن يخفتُ نورها في قلبي فيظلم عليّ وأظلمُ عليها ولا نجدُ في ظلامنا نورًا. أخافُ من غيرةٍ تُغيرُ فكري نحو العدول عن ميادين حبّها، وأن أجرّ حبيب قلبها إليّ دون أن أعيَ أنيَ أحيي جذوةَ النّارِ في قلبي وقلبهِ. أعيذُ قلبي أن تجرّه وسوساتِ الدنايا إلى طريقٍ لا يعرفُ رضاها😭، أو إلى عالمٍ لا يعرفُ الخيرَ في طريق رضاها. أعيذُ عينيها دمعًا في ميادينِ الحياةِ المنكرةِ لفضلها، المتعدية على تقاسيم السلامِ في قلبها. أعيذها من حياةٍ تجدني فيها لها قاسية، وعن السلامِ صارفة، وللشرور واصبة😭. أعيذُها من نفسي التي أعيتني تربيتها على حبّها، ورضاها، وبرِّها والجنّة من قدماها. ثم اختتمت حديثها دعاءً يملؤها البكاء حتى أنه من غزارتهِ أصابني😢 : 'اللهم اجعلني لها كالابنة البارّة التي تملأ حياتها بهجةً وفرحًا، واجعلها لي أمًا رؤمًا تُنسيني عناءَ البعد عن أمي الرؤوم ولا تُنسيني ذِكرها. اللهم واجمع بين قلوبنا على الحبِّ والودِّ والوئامِ ما يجعل في قربنا هذا سكنٌ وأمانٌ وطمأنة. اللهم سخرني لها كما تحبّ وترضى في ميادينِ رضاكَ وتقواك، وسخرها لي كما أحبُّ وأرضى في ميادين رضاك وتقواك، اللهم آمين'😭💓
ثم أخذت بمجامعِ قلبها تفيقُ من حضني بعدما نضحت شعور قلبها وهي تتمتمُ من شفاهها' ادعِ اللهَ من أجلنا، ادعِ اللهَ لقلبي' ويكأنها لم تعلم أن النّبض فيّ لا يهدأ إلا بذكرها والإيناس بقربها، اللهم قلبها وما يحويه من حبٍّ وبرِّ💕
تعليقات
إرسال تعليق