الحُبُّ الأسودُ



_________

ليس في وقته ,, لكنني أنشد غايته ~

__________

قضيةٌ تتعلق بالقلبِ إذ أن القلبَ هي المُضغة التي أوجدها اللهُ  سبحانهُ في كلِ نفسٍ بشرية وغَرس فيها حُباً أبيضاً كلما  تسارعت خُطى الإنسان مضياً إلى الله ازدانت حِلةً وبهاء, فالحُبُّ جمالا  ينسابُ على الأوردة , وشعوراً لذيذ يخترقُ شغاف القلب فيجعل للحياةِ طعماً آخر غير الذي كُنا نعهده , فبه  استقامت الحياة  , ونبضت القلوبُ شوقاً وإجلالاً لخالقها , وبه حنّت الأفئدة وباتت عَطشى  للحبيب المُصطفى , فما أروعها من شريعةٍ  قد حكمها رب العباد حينما قال  " يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ ".. لكن !, عندما ينتشر سمٌ زعافٌ إلى  ماءٍ نقي , تراه ماذا يفعل ؟!  أيُبقيه على حالهِ نقياً صافياً دون فساده؟! أم أن جزيئاتِه تُعلنه  بلونٍ آخرٍ بعد امتزاجها به ؟! إنه الحال المُخزي  الذي عكر ماء القلبِ , و دنَّس معاني الحُبُّ , وسلب بريقُهُ اللامع ! هي حُجةٌ ودَعوى لا أصل لها في شريعتُنا الغراء , ولا في تاريخنا المجيد .  وإنما هي جاءت في بلادِ العروبةِ تَقليداً وانجرافاً مع التيار  الجارف!  وما هي إلا غواية وإظلال عن الطريق ِ السوي فد بينها الله جلَّ جلاله في كتابه العظيم  " وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ " , إنَّها الكارثة التي  سطعَ شمسُها  وتناثرت شررها حريقاً على أرضٍ استخلفنا اللهُ فيها , فرمت سهامها الحمراء المُحرقة , واستلت لباب البعض , فأخذوا يركضون خلف دخانها , ويتجرعون السمَّ القاتل..! إنها  فاجعةٌ أَلمت ببلاد المسلمين وأندت جباههم الشامخة حينما أَعلنوا تشريعاً لعيدٍ ثالث لم يأتِ به قرءانٌ ولا سنة , وأبى المجد أن يسطرهُ في تاريخه المجيد.  إنه اليومٌ الذي يرقَبهُ العُشاق بتجَلُدٍ وصبر, ويفرح به تُجارِ الوردِ والعطر, فَرحين من أجل حماقة ساذجة صنعها الغرب وتسللت مُسيطرة على قلوبٍ اجتُثت روح الإيمان منها , إنَّها عيد الحُبِّ أو المزعوم  " فالنتاين" .
 
 

 ولعلهم لا يعلمون نبأ هذا اليوم السقيم , فـ"فالنتاين" ما هو إلا اسم قسيس نصراني أمر الإمبراطور الروماني كلاوديس الثاني بإعدامه في 14 فبراير , فأصبح رمزاً للحبِّ والعاطفة, وما كان السبب إلا أنَّ الإمبراطور وجد العزاب أكثر صبراً في الحرب من المتزوجين , فمنع من عقد أي قران , إلا أن هذا القسيس فالنتاين خالف أوامره , وأخذ يعقد قران الأزواج سراً في كنيسته , فأدى إلى دخوله دائرة الخطر وتم إعدامه . فعجباً لعُقولهم البائسة ..! كيف يحيون قصة حبٍّ فاشلة وهم مسلمون عزيزون بدينهم ؟! وأنَّى يتبعُوهم ورسول الله يخالفهم في وقوفهم وجلوسهم ؟!  فعجباً لمن يملك النظر ولا يرى ! و يُهنئ قلباً قد غوى ..! وسار على دربهم وما درى ! أن شباب القرى في عيد الرومان كانوا يجتمعون في منتصف فبراير من كل عام ويكتبون أسماء بنات قريتهم ثم يضعونها في صندوق , فيأتي كل واحدٍ من هؤلاء الشباب ويسحب ورقة منه , والفتاة التي يخرج له اسمها تكون عشيقته إلى السنةِ القادمة  فقط ..!  بأساً لحالهم القذر, وبأساً لمن أوجد في نفسه قذارةً كهذه! . فما أطهر القلب و أنقاه حينما  يلتصق قول ربه في لسانه  " قُلْ إنَّني هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنيِفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" , فإن عَقل معناها طَبقها, وإن طبقها فتح بوَّابة السعادةِ لنفسه .

عجباً لأولئك حين استساغوا معناً آخراً للحبِّ! وأسفاً لواقعهم الذي أذاع دعوى فاسدة, فانشغل بها الرهط وانبهر , جعلوا للحبِّ  يوماً , وهل ينحصر الحُبُّ في يومهم المزعوم؟! أين عقولهم ..أتراهم لا يعقلون شيئاً ولا يهتدون؟! , فحين تستغيثُ بهم الأمة أعلنوا أفول نجمهم عن سماء الأرض , ورفعوا أكفهم يتظاهرون الفقر للربِّ,  والقلب في هواه قد اغتر !, أُمَّةٌ ثكلى , والعقولُ فيها عقيمة – إلا من رحم ربي- .

يسكبون المال لأجلِ هواهُم , وينسجون لعُقولهم شرنقةً من الأحلام الضائعة , نسوا الأقصى , عميت بصائرهم لمُناجاة المنكوبين , والسمع قد صُمَّ في آذانهم , وكانوا كمن لم يكن حياً للأمة !
 
 

  

 

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢

غمامةُ حبٍّ ١