أُريدُ الجنةَ وكفى !~
إِنَّها الساعةُ العاشرة
,آنَ وقتُ النومِ ,ركلتُ مُسرعةً لأَتوضأ , روحي
تُطلق أنيناً , تبكي اشتياقاً , تحنُ وجداً , تشتهي حديثاً شجياً مُختلفاً, مُنذُ الصَّباح وهي تلَهثُ , تتجلدُ
صبراً لتلكَ الدَّقائق , تُريدُ أن تشكي , تريدُ أن تقَوى , تُريد أن أُصابرها ,
يوماً مُختلفاً كان على كاهلها , يخيلُ لي أنها الرَّاحة .. أنها السَّعادة ..
إنها اللذةُ حين تشكي فتبكي !
خُطوةٌ ما إن خطوتُها وكأنَّ غيمةً من السماءِ - بِقدرة ربي - أنزلت برداً يُطفئُ لظى قلباً قد
كان مُتوهجاً , بَدوتُ مختلفةً حقاً عن صاحباتي , نعم مُختلفةً , وفَخورةٌ أنا
بهذا الإختلاف ..! لا يهم كيفما يَروني , ما يهم أنها لقلبي سعادةٌ .
كلماتٌ تهاطلت , وعبارت
الدُّنو قد ألبستني إياها من كانت لي زميلةٍ أو صَديقة,نظراتٌ أهاجات على نبضي
معنى الجِهاد !, فَكُلما تَلقَّيتُ كلمةً موجعةً , ونظرةً كئيبةً , تجّلدَ قوامي ,
وازدانت حِلتي صبراً و سُعداً , وكَلماتُ رفيقتي تتردد على مسمعي (فليقولوا ما
يَقولوا لستُ أسعى إلا في رضاه, غداً يفخر بنا الأحبة , غداً نُحقق المنى, أَفلا
نَصبر؟ وربي يقول " وبشر الصابرين ") .
كُلما أحسستُ وهناً في
عافيةِ صبري , وفِتوراً لثباتَ همي , أُسرعُ الخطى , وأُغالبُ نفسي الدنيئة ,
ألوذُ لأحرفٍ جعلتها نبضاً ومتنفساً لي في كل كُربة , تُشعرني الأمان , تسترقُ
الوَجل الذي أُطلقهُ مع كل شهيقٍ وزفيرٍ أتنفسهُ, فتكفيني مخاطبة ربي "
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين"لأستشعر الفوز ,
لأستشعر الربح والفلاح .
كيف لا ؟! وقد وعدنا ربي
أن " جَنّةٍ عَرْضُهَا السّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدّتْ لِلْمُتّقِينَ"
ألا يَكفي أن أصمد من أجلها ؟! بلى وربي ثابتة من أجلها .
تذكرتُ جدثي المسجي على
خشبةٍ تُرفع على الأكتاف, ساعتها ما وجَدتُ تلك السفاسف إلا قوتاً أقتاتهُ ,
وفتيلةً تُضيءُ عُتمةً لا أرى دونها ولا أبصر !
عزَّمتُ الرحيل , وَجهزتُ
حقيبةُ زادي , مُعلنةً المسير , إلى هدفٍ غالٍ نفيسٍ..
شحذتُ الهمم , لأصل إلى
القمم, فلكلٍ درجات مما عملوا.. وأنا ما أَطمحُ إلا لأعلى الرُتب ..
علمتُ ما جهلي فسرتُ على
منهج من قاد دربي وقال لي يوماً * خير الندم ما ولد على الإقدام* ..
غَفت الجفونُ المُرهقة وقد
قاربت الساعةُ الحاديةُ عشر على الانتهاء , وأنفاسٌ تتوالى شهيقاً وزفيراً آخراً
مُعلنةً راحةً وأُنساً مُختلف , رؤى جميلةٌ تلك التي رأتها نفسي في المنام , تَمنى
أن تكون حقيقةً تلمسُ نعيمها, إنها الروحُ حينما تبيتُ والشوق للجنةِ قد استرقَ
رمق عينيها. استرقني النومُ ولم أصحى إلى في الرابعة على رنين هاتفي تُبلغني
رفيقتي أن حان موعد القيام , هيا نُلبي
النداء .. الله أكبر .. الله أكبر ..
تعليقات
إرسال تعليق