وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ' (2)

كنتُ أمشي في ممراتِ الجامعةِ حينما احتدمَ النبضُ في صدري، وأوجستُ من أسرِ الأحداثِ المتراكمةِ في غبارِ قلبي ضجيجًا بائسًا يُقيّدُ سعادتي بحدودٍ لا طاقة لي في حملها. يُنزلُ الله على قلبي وأنا في غِمارِ أسري قوله 'أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ'. أتحسسُ الآيةَ في قلبي، وأضعُ اللقطاتِ التي شعرتُ فيها بضعفِ نبضي أمام عيني، أتفحصُ من حدوثها ما فتنَ قلبي لأصبحَ أسيرةَ شعورٍ يقض النوم عن جفني. كيفَ يمكنُ لحقيقةِ الحياةِ التي أرى فيها صلاح قدري أن تذوب في شبهاتِ أهوائي التي نمت بعد محاولاتِهم المُفتِنة؟ كيفَ للنّورِ الذي خضّبتُ به روحي فازددتُ به جمالاً وبهاءً في عينيّ جدي _رحمهُ الله_ أن يفنى ولا يبقى له أثرًا. أتغيرنا الحياةُ بعد أن نرى من أنفسنا ثباتًا مُتزعزعًا؟ أتجرنا رياحها العقيمة بعد كلِّ افتتان؟! ما زلتُ صريعةَ شعوري البائس الذي داهمني في لحظةِ ترفٍ وأنا أبحثُ في أقوالِ العلماء عن ما يُرخِّصُ لي هوى نفسي وفتنتها في ولادةِ الدربِ التي أردتهُ مُباركًا! عجبتُ من نفسي وأنا أترددُ على كِتابِ الفتاوى أستعلمُ منها ما يشفعُ لهواي أ...