ميلادُ النهايةِ


الأملُ الذي كان يلتحفني وأنا أصعدُ إلى قمةِ الجبلِ  فتأ.  التحفني السوادُ وأنا أصارعُ الوصول حتى كاد يخنقني، الغصةُ التي أوقعتها حروفهم الزاجلة بخبر النهاية البائسة كئيبةٌ، أعمتني عن الأهدافِ القريبةِ، قوقعتني في بقعةٍ شجيّة، تلاطمت فيّ أمواجي المحطمة وبتُّ أحاول الصمود، أحاولَ حتى زمجرت شهقاتي في فجاءةِ القول الأول.
أصمتُ حتى أكادُ أنفجر، وأبكي حتى البكاءُ يملنّي، وأزمجرُ حتى ينفضُّ من حولي، فأبقى وحيدةً، وحيدةٌ تطبُّ قلبها بعد انهزامٍ مُغمّ.
الحكايةُ ليست بالفضاعةِ التي أكتبها، أنا لا أكتب الحكاية، أنا أكتبُ شعوري، أكتبُ ما أوجسهُ من روحي المتدفقة بين ثقلين كبيرين صانعيين قوةَ الحياة.
لم أكن أتخيل وأنا أصعدُ إلى القمةِ شديدةِ الانحدارِ أن تلتقفني حجارةً كبيرةً يجبُ عليّ صعودها أو الموت!
وأن تتقاذفني الحُصياتِ البائسة عند شرفةِ النهاية حتى تصنعَ من قوّتي رمادًا كئيبًا يُنسيني فرحَ الحياة.
القوةُ ضعفٌ عندَ التكبيل، والضعفُ قوةٌ عند التأهيل.
يريدوننا أن نبلغ مبْلغَ الفائزين بالجناتِ قبل أن نعمل، أو حتى قبل أن نعلم ماذا نعمل، أتراكم تحتملون مالمّ بسربٍ غفيرٍ من آمالنا المُجدَّبة؟
لماذا كلّ هذا القحط الصانع لنا بؤس الحكاية؟
اللحظات الغفيرة الضائعة التي صنعتموها في قلبي بعد خبركم الكئيب من يرممها؟ فيهبني الحياة والقوة لاقتحام الجبال القادمة القريبة!!
كل شيءٍ يحدثُ بقدر، وإني بقدرِ الله مؤمنة.
فالحمدُ لله حمدًا يكن لي ضمّادًا من بؤس الشعور، والحمد لله حمدًا يقيني شرّ القدر.
اللهم اخرجني من ضيق هذا الشعور إلى سعة رحمتك.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢

غمامةُ حبٍّ ١