ثرثرة مبعثرة

 
أمسكُ قلمي ؛ لأكتب .

أحيانًا غفيرة تلك التي يُصبُ فيها البؤسَ صبًا على قلبي !

أقاوم وأرتدي رداءً مرتزق بالفرح . أمضي وكأني  أحمل روحًا لم تعرف شيئًا في حياتها سوى الحبور . وكأن الذي يراني يقول : إنها تأكل وتتنفس أكوامًا من الترف والسعادة .
يجهلون عني ما  أنا به عالمة ! ويحكمون على الرداء الظاهر دون الباطن .
أفوضُ أمري إلى الله , إنَّ ربي بصيرٌ بالعباد . " بصيرٌ" , كلما قلتها اهتزت على أنغامها أوردتي , وجنحت لها كل حركاتي , وانتفضت من صداها سكناتي .
" بصيرٌ" لو تعلمون وقعها عظيم , وأثرها في الروح جسيم .
من ذا الذي يبصرني عن كل ما ظهر مني وما بطن ؟!من ذا الذي يُبصِرُ قلبي ما حوى ؟  ويعرف كل سكنٍ فيه و كل هوى !

************ 

أشتاقُ وأنا أحكمُ قبضتي في ممرات الراحلين  أرواحًا كانت لي الهناء ! كانت لي الترف الذي يغبطونني عليه .
أتخبطُ وأنا في ممرات جامعتي  بكل سكون , أسأل المارين  جنبي " خذوني إلى وطني , إلى من إليهم أنتمي "
أذاكرُ وأدرسُ الدروس كما علّمني أبي ,  أجتهد  رغم الأرق الذي يطغى على مقلتي لأكون من " الذين جاهدوا فينا " وأفوز مع الثلة الفائزة " لنهدينهم سبلنا " وأعيش تلك الحياة التي لا أعرف فيها سوى الحبور .
قالت لي رفيقتي ذات مرة حينما كنَّا على أعتاب الثانوية " الدراسة جهاد , يوصلنا إلى الجنة , ومن خلاله نحرر الأقصى الحبيب ".  حقنت بها روحي , وكحّلت بها عيني ؛ لأبصر بها الطريق السوي .
مشتتٌ قلبي , وقلمي لا يميزُ ما البوح الشاحب الذي اندفن كثيرًا بين حجراته , مرات كثيرة يتسلل  بينها عابرًا صمام الحياة , وإن تلوث بالدم المزرق المليء بنفسي الذابل يمضي  ولا يحد خفقانه شيء وإن رأته ذرَّاتي جسيم .

*********** 

نُخطئ لنتعلم , أليس الخطأ هو بداية النجاح ؟  وأنَّ من لا يخطئ  لا يتعلم أبدًا !
ما خُلقنا عالمين , ولم نُخلق لنكون جاهلين , لا بأس عليَّ أن ترى خطأي يا صديق ! ولكن البأس كل البأس أن تهملني وتتفضل عليَّ!أحبُكَ نعم إذا جُدت عليَّ , ورأيت روحي بقربك تزداد تحليقًا إلى الله . وإلا فأنا أكرهك!


 **********

 صياغة ركيكة , لا بأس عليَّ , عسى أن تكون العودة محمودة .


 يتبع ...
   

تعليقات

  1. ما شاء الله...رائع...ولأول مره اقرأ وانا متأثره. مستمتعه حتى النهايه...بوركت أناملك..

    ردحذف
    الردود
    1. "هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر"

      أسعدتيني جهينة بارك الحق فيك 💓

      حذف
  2. مروة،
    هل أخبرتك مرةً أنك عظيمة؟ بئس الإنسان أنا إن لم أفعل!
    مروة، كنتِ كبيرةً في عينيّ حين عرفتك هنا للوهلة الأولى، وما زلتِ تكبرين مع اللقاءات المتتاليةِ التي بتُّ أقول لنفسي: "شيء ما ينقص أيامي الأخيرة؛ لم أصادفْ مروة!"
    شكرًا لأنك تعيشين التفاصيلَ نفسَها وتقرئينني وتكتبينني، شكرًا لأنك تكتبين. ❤️
    وجدت فارقًا شاسعًا بين مذكراتي وهذه، لعلي أطورها!

    ردحذف
    الردود
    1. أنا من يتعلم منك يا فتاة !
      أكتب لأتنفس ، أعاني من ضيق إن أنا انقطعت عن الكتابة .هداني الله .
      نسعد بزيارتك 😍
      اسعدينا إن استطعت

      حفظك الله

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ٢

غمامةُ حبٍّ ١