وداعًا مدرستي
يُحكى أنَّ أرواحًا أُخرى ستُغادرُ تلك الأمكنة ؛ حيثُ منابتُ العشقِ ، وفتون الملهوف الذي بات يبكي حنينًا قبل أن يذهب .. أرواحٌ كربيعٌ مزهر ، حين يأتي تتفتحُ معه الزُّهور المخملية ، وتتلون معه السماء بألوان الحبور الزاهية .. ثقيلةٌ هي خُطى أقدامنا ، نجرها من حيث لا تأتي ، ونذهبُ بها حيث لا ترغب .. عُشنا اثنا عشر عامًا نتقاسم علقم الصبر ، ونتشارك حلاوة الفرح .. رأينا ونحن في هذا الدرب الجميل المُتزين بالجمال الفردوسي أرواحًا كانت لنا الجمال!
وكانت لنا كبحيرةٍ واسعة نغوص فيها لنشعر بروح الأمان ، وروح الود والسلام ..
مراتٌ كثيرة تلك التي تتعالى فيها أصواتنا الذي أظهر روح الشغب الراسخ فينا ، وكُنتم يا نُجومنا نورًا نراكم فيزداد جمالنا جمالاً جبارا ..
شقيتم معنا ، فكنتم الزاجر إذا بدى إزعاجنا لا يُطاق ، وكنتم المُؤدب لهفواتنا التي ما رغبنا تكرارها يومًا ما .. كنتم لنا الناصح والمُربي ، فطوبى لكم ما زرعتم في موسم القِطاف ، طوبى للتلك التي أسرعُ إليها لأستنشق أنفاس النعيم القرآني في الضحوات ، وتمطر عليَّ فيض الدعوات ، فألتحف تُقى قَلبها والنبضات ، وأرسم بجمال روحها الأمنيات ..
وغيرها قد قُلت لشبابيك قلبي ازيحي الغبار ، وارتشفي من عبق طهرها طهرًا يُطهرك ، واغمسي القلم في محبرته لأرى الكلمات حين أصفها تهب كالنسيم البارد في الهاجرة ، تأتي كلماتها النقية كالماء ، فأرتوي منها واحفظ القليل لوقت الجفاف ..
إلى من استكنت في قلبي ، فكانت صاحبة للمعاني الرقيقة ، والمرامي العميقة ، إلى من جاهدت معي جهادًا جبارًا ، لنحقق النصر ، ونفوز فوز المخبتين ، جمعتنا سنتين دراسيتين ،وسنة طفيفة أجبرتها على مواصلة المسير ، فأكملتها بحزمٍ وعزمٍ كبير .. أنا ان سطرت لكِ الكلمات وقفت خجلى ، والمداد من شدة الحرج يتقاطر ، جعلتني أُزهر وأنا بذرة في صحراء قاحلة ، لا الماء يرويني ، والأملاح تقتلني ! ، فلم تأسِ على جهدٍ قدى بدى في بحر الهدر سائرًا ، ولم ترمي على كهلي ملامح الخيبة ويائسًا ، كنتُ صخرةً وتريني أنتِ جبل ، فجمالك ازدان رونقًا بهيًا يداعب كياني والقلم ..
شكرًا على لحظات قد كنت فيها نهرًا أستقي منه ، وأروي جداولي الذابلة ..شكرًا جزيلًا بلغاتٍ لا يستطيع اللسان تحدثها ، ولا يقدر العقل استيعابها ، شكرًا بلغة الدُعاء ..
هاهي الدقائق تعلنُ أننا سنحتضن وجوهكن ساعاتٍ قليلة ، وبعدا سنغيب إلى حيث الله يعلم ، سنتلاشى من تلك البقعة التي جمعتنا ، وسنذهب بعيدًا عن هذه الجنات الفردوسية ، وإنه لو تعلمن لحزنٌ عميقٌ يلتبسُ أرواحنا ، ولكنها سنة الحياة ، عسى الله أن يجمعنا في لقاءاتٍ عديدة ، ولحظاتٍ مديدة ، فنقتبس من نوركن بعد حين ..
ولأننا يجب أن نودعكم ، فها أنا أمد لكن يد الصفح والغفران عسى أن تكون قلوبكن عني صافحة ، ولي داعية ..
سامحنني واغفرن لي ، سامحكن قلبي ، وأسعدكن سعادة الدُنيا والآخرة ..
وكانت لنا كبحيرةٍ واسعة نغوص فيها لنشعر بروح الأمان ، وروح الود والسلام ..
مراتٌ كثيرة تلك التي تتعالى فيها أصواتنا الذي أظهر روح الشغب الراسخ فينا ، وكُنتم يا نُجومنا نورًا نراكم فيزداد جمالنا جمالاً جبارا ..
شقيتم معنا ، فكنتم الزاجر إذا بدى إزعاجنا لا يُطاق ، وكنتم المُؤدب لهفواتنا التي ما رغبنا تكرارها يومًا ما .. كنتم لنا الناصح والمُربي ، فطوبى لكم ما زرعتم في موسم القِطاف ، طوبى للتلك التي أسرعُ إليها لأستنشق أنفاس النعيم القرآني في الضحوات ، وتمطر عليَّ فيض الدعوات ، فألتحف تُقى قَلبها والنبضات ، وأرسم بجمال روحها الأمنيات ..
وغيرها قد قُلت لشبابيك قلبي ازيحي الغبار ، وارتشفي من عبق طهرها طهرًا يُطهرك ، واغمسي القلم في محبرته لأرى الكلمات حين أصفها تهب كالنسيم البارد في الهاجرة ، تأتي كلماتها النقية كالماء ، فأرتوي منها واحفظ القليل لوقت الجفاف ..
إلى من استكنت في قلبي ، فكانت صاحبة للمعاني الرقيقة ، والمرامي العميقة ، إلى من جاهدت معي جهادًا جبارًا ، لنحقق النصر ، ونفوز فوز المخبتين ، جمعتنا سنتين دراسيتين ،وسنة طفيفة أجبرتها على مواصلة المسير ، فأكملتها بحزمٍ وعزمٍ كبير .. أنا ان سطرت لكِ الكلمات وقفت خجلى ، والمداد من شدة الحرج يتقاطر ، جعلتني أُزهر وأنا بذرة في صحراء قاحلة ، لا الماء يرويني ، والأملاح تقتلني ! ، فلم تأسِ على جهدٍ قدى بدى في بحر الهدر سائرًا ، ولم ترمي على كهلي ملامح الخيبة ويائسًا ، كنتُ صخرةً وتريني أنتِ جبل ، فجمالك ازدان رونقًا بهيًا يداعب كياني والقلم ..
شكرًا على لحظات قد كنت فيها نهرًا أستقي منه ، وأروي جداولي الذابلة ..شكرًا جزيلًا بلغاتٍ لا يستطيع اللسان تحدثها ، ولا يقدر العقل استيعابها ، شكرًا بلغة الدُعاء ..
هاهي الدقائق تعلنُ أننا سنحتضن وجوهكن ساعاتٍ قليلة ، وبعدا سنغيب إلى حيث الله يعلم ، سنتلاشى من تلك البقعة التي جمعتنا ، وسنذهب بعيدًا عن هذه الجنات الفردوسية ، وإنه لو تعلمن لحزنٌ عميقٌ يلتبسُ أرواحنا ، ولكنها سنة الحياة ، عسى الله أن يجمعنا في لقاءاتٍ عديدة ، ولحظاتٍ مديدة ، فنقتبس من نوركن بعد حين ..
ولأننا يجب أن نودعكم ، فها أنا أمد لكن يد الصفح والغفران عسى أن تكون قلوبكن عني صافحة ، ولي داعية ..
سامحنني واغفرن لي ، سامحكن قلبي ، وأسعدكن سعادة الدُنيا والآخرة ..
تعليقات
إرسال تعليق