'وإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ' (1)
أُصبحُ على خيالِ جدي عبدالله _رحمهُ الله_ وهو يُطلقُ على مسامعي عباراتَه المُترفةَ كما اعتدتُ عليها في حياته. يُصدحُ على قلبي ألا تنثني في فتنِ الزائراتِ عقلكِ وامضِ يا حبيبةٌ بثبات، يُذكّرني وهو القريبُ من عينيّ الدامعتين بحضوره أنّكِ كنتِ 'غِير'، فلا يحطمنّكِ الزائرات، وتكوني في عُمُركِ القريبِ بعيدةً عن 'غير'.
مازالت اللحظاتُ الذي يزورني فيها خيالهِ تُنْعَمُ بالتّقديسِ والإجلال، ومازلتُ خلف كل كلمةٍ يرسلها فُوهُ أنعمُ بشريطٍ روحيٍّ يقودني إلى دربِ المشاعرِ الذي تضطربُ في قلبي عُمُرًا كبيرًا. أسترجعُ في نبضي وأنا أعيشُ حضورَ خيالهِ ساعاتٍ غزيرةً بالمواعظِ القلبيةِ التي ما زالَ صداها يصنعُ ضجيجًا في قلبي، أعيشُ بين تقديرهِ لمروةَ وهو يقذفُ على قلبها معاني الحبَّ والبّرَ لله في كلِّ مرحلةٍ من حياتها.
لم يسعنِي حضورهُ اليوم في مخيلتي وهو يقذفُ على قلبي قبل خمسِ سنواتٍ عِظاتِ المرحلةِ التي أمرُّ بها! كأنّه عاشها قبل حضورها فهَيّأَها لروحي دون أن أعيَ لكلماتِه العابرةِ حينها قيمةً تُوسمُ بها نفسي!
أدركها الآن وأنا على مشارفِ وقوعِ الأيام التي تربطني بالعالمِ الذي كان يدعو اللهَ جهرةً أن يكونَ حقيقةً، وأن أستمسِك من حدوثهِ الحياةَ التي أرادها اللهُ لنفسين يجتمعان ليقتسمانِ الودّ و السكنَ والبرَّ والتَقوى.
لم أعِ وأنا في ضغطِ القَبولِ أنني أتبعُ سلّم تقديراتِه الذي نطقها على مسامعي قبل حدوثِ الأمرِ كلّه ، وأنّ الذي أهمّني في مرحلتي لمحاتًا كان يُشهدُها على قلبي قبل أوانِ حضورها! أسترجعُ الذكريات وهي تلفُ قلبي بالخوفِ في حضورهِ ليمسك عليّ نبضي ويقولُ لكلِ ما يعتركُ صدري:' لامِساس'.
كيفَ يُمكنُ لحضورهِ الروحيّ في زمنِ الزائراتِ اللاتي يفتنَّ قلبي أن يكونَ أمانَها؟! أن أشعرَ رغم الضجيجِ الذي يتربصُ مسامعي بالثبات!.
كان ينطقُ دواء قلبي وعافيته قبل مرضي، إنّه رسالةُ اللهِ لي قبلَ احتدامي أن امضِ يا مروةٌ بثبات!😭
كان الضجيجُ يربو في روحي، وكنتُ في كل مرةٍ ينشرُ سمّهُ في قلبي أوهنُ وأكونُ من الضعيفين.
أعلمُ أن الحكايةَ التي يُريدها قلبي غريبةً، وأن حقيقةَ كونها في زمنِ الشتاتِ الذي يُعدُّ جمالاً للحياةِ مُزعجًا جدًا لمن أُحبّ، وأنني كلّما تزودتُ قوةً لتكون حكايةَ قلبي حقيقةً اشتدّ بؤسهم مِنّي، وظنّوا أنّي بعيدةً عن السعادةِ التي تُبقي لحكايتي بهاءها ورونقها كما يزعمون.
-يتبع قريبًا.
كلمات جميله ومحزنه ... ربي يرحم ابي ويجعل مثواه الجنه ..
ردحذف