بوح~


منذ نَيفٍ أو ربما أكثر بقليلٍ من الساعات عُدتُ فوجدتُها خاوية على عَرشها .. مُتربعة على سكناتِها كأنها تنتظر القمرُ بازغاً في غُرة شهرٍ استطالت مجيئه.. يحويها قلبٌ كريمٌ عطاؤه، نقيٌ حديثَه لا تشوبَه شائبةً ،  عميقُ الطُهر ، يروي الظمأَ حينما تكونُ الروحُ هي المُقترة .. خُلتُ أن أمراً قد حال على لُبابها ونَسج على مُحياها تلك الملامحُ الباهتة .. تَعمق بين ثنايا رُوحها فجعل السماء تَضيقُ عليها بعدما كانت لها الوطن الرحب .. سعيٌ فقير هو ذا الذي تمضي بانتهاجه .. أراها تَائهة لا أعلم يقيناً  أمظهرها صادق أم أنها تَدعي ذلك ! جَل ما أفقههُ أنَها ليست كما عهدتُها .. وأجزم مؤمنةً بطبائعها أنَّ بُهتها لا يأَتي سوى من أمرٍ عظيم ! ..

°كفاها اللهُ ما أَهمها° أَردفتُ قَولها وعَزمتُ أن  أقفُ على شِبرٍ  منها وأبقى صامتة فقط أُناظرها وذلك حسبي .. يدي مَغلولة هكذا أردتُها .. كلمي مُوجز أوربما أكتفي بإيماءاتٍ كبديلٍ لها.. بُغيتي كمنت مجهولة نفسي عجَزت أن تَزعُم ماهيتها !..

لم أجد بصمتي إلا برودةٍ فاقت حدود ملكتي من الصبر ..! باغتتني نوبة بُكاءٍ في ذلك الحين .. حَبست أدمعي مخافَة أن تَلمحني بَصيرتُها .. بَقيتُ على صمتي أحاول أن أصرفَ النظر عنها لعلي أخفف الثقلَ على مَدمَعي ، مُحالٌ على نفسي أن أتركُها! بالله كيف لها أن تترك روحاً علمتها كيف تحيا؟!..

وأبصرت لها طريقاً دامساً بالظلمة!

فشَددت بعضدها الضعيف ،تشبثت بها ،وقادتها عُلاً ورُقي ..!

أغاثتها دعاءً ، حباً ،صدقاً وإخاء..!

حولت كُومة الأحزان إلى كتلةٍ من السعادة الأبدية التي تُداعب أنفاسها كل حين !

آااه ويحُك يا قلبي.. كم أنت عقيمٌ  إن تركتها ..!

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

غمامةُ حبٍّ ٢

البدار البدار معلمتي~

غمامةُ حبٍّ ١