المشاركات

عرض المشاركات من نوفمبر, 2017

شعورُ اللحظةِ

يتصعدُّ شعورُ اللحظةِ في قلبي، يرسمُ أخدودًا من أملِ النهوضِ المترامي خلف جدرانِ مشاعري، لم أبالغْ حينما وصفتُ قلبي ذاتَ لحظةٍ " تائهٌ في بحرٍ لجيٍّ من المنقشعات". أشعرُ أن هاجسَ الحبِّ يتسربلُ به كياني، يتقاربُ من أصيص وجداني، ويتقازمُ من روح كبريائي. الحياةُ مليئةٌ بالمُبهجات، بالترف الذي نطلبه مع كل شهيقٍ أو زفيرٍ، لكنّها خاوية من شيءٍ لا يساويهِ كلُّ شيءٍ. كلما آنستُ قُربًا تتسمُ به روحي، تلاطمت عليّ أمواج أفكاري البائسة، وافرنقعت عنّي مشاعرَ البهجةِ الأولى. يطلُّ عليّ شغفُ الحياةِ، يتسمّرُ في أنفاسي، يراه المارين حولي، ويأخذون من فيء طلعته المتوسمون بالحبِّ المكنون في أعماقي. أصابني القحط كثيرًا، ذبلت فيّ أزهاري، وماتت عنّي عصافير أحلامي. الحلمُ لا يعدو أن يكون حقيقة، لذلك لم أحزنْ، ولم ترَ حروفي حقيقة حزني قبل هذه الليلة. الأحلامُ جنسٌ لطيفٌ تُولده الأمنيات، لكنّه لا يُسقي شظف قلبي حين يدنو، أو يُسقطُ غيثهُ على أفيافي المُجدِبة. تعلمتُ أن أستمسكَ بعروة الرجاء، بالوِثاق الذي يصلدني حين اشتداده، ويتوسمُ خيري حين ارتخائه. وأن أُرخي حبلَ الأُمنيات المصبَّغة بالأح...

غربة

هل الكونُ ضيّقًا جدًا لدرجة أن يراكَ العالمُ أجمعُ سببًا للسعادة، ولا يراك صديقُك إلا سببًا لتعاسته؟! صديقي القديم، أعلمُ أنّ الصداقةَ لا ترضى القدامةَ صفةً لها، وأنّها خُلقت لتكون أبديةً لعِظم  الأوفياء الصانعين لها بريقها. ألجُ بحرك، أحاولُ أن أجدني فيه فأُبتر. أطمسُ جفاء قلبي ليكون لك لينًا فأفشل! السماءُ الذي جمعتنا حزينةٌ، والأرضُ التي حوتنا تعيسةٌ كئيبةٌ. خُطانا تمضي، والحنايا بداخلنا تهتز! تهتزُ حبًّا طُمِر جوفه، وشوقًا ثُكلت أمّه. تهتزّ حينًا من جفاءٍ مولود، وحينًا آخرًا من يأسٍ مطرود. أن أموتَ في سبيل التشبثِ بتلابيب روحك، آيسني. لم أعدْ بالقوةِ التي دفعتني أستمسِكُ بعروةِ وثاقنا ذاتَ مرةٍ، أو أشدد الحبل إذا ما تراخى بعد انهزامٍ غريب! الغربةُ يا صديقي هي غربةُ روحي في حضورك، غربة التقديس العظيم لأشيائنا المتنافرة بعد جدبٍ وقحطٍ روحيٍّ اختلقناه ذات لحظةٍ. أقفُ بين يديكَ أحاولُ ارتشافَ ودّك فيسحقني اندفاعك، أرتمي بين جنباتِ روحكَ فأجدني وحيدًا، خاليًا من كل شيء، خاليًا إلّا منّي. أصعبُ الأمورَ إليّ العودة، العودةُ القلبيةُ التي ما صنعت فيِّ إلا بؤسًا يهضمني قبل...