شعورُ اللحظةِ
يتصعدُّ شعورُ اللحظةِ في قلبي، يرسمُ أخدودًا من أملِ النهوضِ المترامي خلف جدرانِ مشاعري، لم أبالغْ حينما وصفتُ قلبي ذاتَ لحظةٍ " تائهٌ في بحرٍ لجيٍّ من المنقشعات". أشعرُ أن هاجسَ الحبِّ يتسربلُ به كياني، يتقاربُ من أصيص وجداني، ويتقازمُ من روح كبريائي. الحياةُ مليئةٌ بالمُبهجات، بالترف الذي نطلبه مع كل شهيقٍ أو زفيرٍ، لكنّها خاوية من شيءٍ لا يساويهِ كلُّ شيءٍ. كلما آنستُ قُربًا تتسمُ به روحي، تلاطمت عليّ أمواج أفكاري البائسة، وافرنقعت عنّي مشاعرَ البهجةِ الأولى. يطلُّ عليّ شغفُ الحياةِ، يتسمّرُ في أنفاسي، يراه المارين حولي، ويأخذون من فيء طلعته المتوسمون بالحبِّ المكنون في أعماقي. أصابني القحط كثيرًا، ذبلت فيّ أزهاري، وماتت عنّي عصافير أحلامي. الحلمُ لا يعدو أن يكون حقيقة، لذلك لم أحزنْ، ولم ترَ حروفي حقيقة حزني قبل هذه الليلة. الأحلامُ جنسٌ لطيفٌ تُولده الأمنيات، لكنّه لا يُسقي شظف قلبي حين يدنو، أو يُسقطُ غيثهُ على أفيافي المُجدِبة. تعلمتُ أن أستمسكَ بعروة الرجاء، بالوِثاق الذي يصلدني حين اشتداده، ويتوسمُ خيري حين ارتخائه. وأن أُرخي حبلَ الأُمنيات المصبَّغة بالأح...