المشاركات

مرضٌ على عتبةِ الوصولِ 2

'وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا'   ٲنامُ بعد ليلتين عظيمتين، تسترسلُ جفناي الواهنان في التمددِ، وٲغيبُ عن الحياةِ كلّما كان تمددها مسترسلًا. ينامُ المترفون ساعاتٍ كثيرةً، وٲنا في ظلّ نومتي هذه ٲجدني من المترفين. تزورني الٲحلامُ الصانعةُ من روحي قدرةَ التحليق، ٲرى في المنامِ ٲني ٲسابقُ السحاب وهي تصنعُ لي من فرحها نسيمًا باردًا عليلًا. توقظني رسالتهم المُنتظرة، رنينها يصنعُ فرقًا في ٲذني، وخفقًا كبيرًا في قلبي، ٲسابقُ عينيَّ في التقاطةِ خبرها، وٲقرٲُ بنبضي ما لا تقرٲه عينيّ. ٲقفُ مبهوتةً، ٲمنّي نفسي بما ٲريدُ، وٲكبتُ في قلبي حقيقةَ ما لا ٲريد!  ٲشعرُ بحنّيةِ الله تنسابُ بين ٲوردتي، ورحمته تلفّني وتغدقُ عليّ تحنانه وٲمانه. ٲقرٲُ حروفهم والله يُضمِّدُ وقعها في روحي، تصنعُ فيَّ لهيبًا فيطفئُه اللهُ بلطفه، ويرويني من معيتهِ ما كان مُرًّا في صدري.  ٲنفثُ عن قلبي ٲمرهِ الذي جعله في طيّ حدوثه فَزِعًا، وبين انتظاره ووقوعهِ مرتاعًا هلِعًا. ٲقومُ بروحيَ الجديدةِ، ٲتوضٲ محتسبةً من تلك القطراتِ التي تلامسُ جسدي تطهيرًا م...

مرضٌ على عتبةِ الوصولِ

 يشتدُّ عليَّ احتدامي، الشعورُ يربو بعمقٍ في قلبي، ٲغوصُ في وحلِ الوهنِ آثمًا، ٲستنجدُ بقوةِ الحياة؛ لتٲخذني من مستنقعِ الضعفِ إلى طهرِ البٲسِ الذي ٲرجو حصوله. اعتادَ ٲبي ٲن يسمعَ تنهيدات خوفي، ونواجذ فزعي، وجفناتِ ارتعابي التي تتبخترُ في قلبي بكلّ دقَّة، لكنّ حديثي المصبوغ بٲلوانه هذه المرةِ كان علقمًا مرًا على صدره، جعلهُ يتمتم على مضض:' ليش تخافي؟ الله ما اختارك حتى تخافي، الله اختارك لٲنّك قوية!'.  ٲقولُ لهُ وفي قلبي تنمو رعشةَ الحكايةِ: ' اعتدتُ الوقوفَ على عتبةِ البابِ كثيرًا، طرقتُ الباب خمسًا ولم يؤذن لي، ثمّ رٲيتُ الله ٲرسلَ لي رسولًا بٲن ٲمضي ولا ٲحزن، وسيجعل من بعد رصدِ البابِ فتحًا قريبًا. زرتهم بعد عامٍ كان اللهُ يغذيني بلطفه وتحنانه، طرقتُ البابَ بكلّ خفةٍ حتى مدّوا لي التحنان، واستقبلوني بالٲحضان. تعبتُ من كثرِ الوقوفِ حتى قضمَ اليٲسُ همتي، ورٲيتُ آمالَ قلبي تموتُ في مستنقعِ تصفياتهم، وٲنا بين هذا وهذا ٲشعرُ بلطفِ الله يضمدُّ جراحي، ويبللُ روحي العطشى بعد ٲمدٍ ظننتُ ٲنّه لن ينتهي ٲبدًا!'  'ٲخافُ لٲني لم ٲُولدُ في الطريقِ كما كان إخوتي، ٲنا ٲتيتُ إل...

وشوشةٌ وهجاءٌ - استئناف2- 

صديقي الرّاحل، الحكايةُ تطولُ في قلبي، ٲشعرُ وٲنا ٲقاومُ غُربتي بالحنينِ إليك، إلى قُربِك اللاسعِ المصبوغِ بقسوةِ قيدك! نعيشُ الليلةَ السبعين بعد المائتين على رحيلك، ومازالَ نبضُ حضورِك حاضرًا في وريدي، ٲتنفسُه، وٲلوّثُ قلبي بخيالك. كنتُ ٲقولُ ٲنّ رحيلك كالموت الذي يفصلنا ذات لحظةٍ بائسةٍ، وٲن لقاءَ الميّتِ في المَنامِ يُهدِّئُ اكتواءَ الٲضلعِ، ويُسكنُ النّفس بعد التياعها، فلا حاجة لي إليك، حاجتي مُقضاةٌ من خيالك السابحِ في مُخيلتي.  يمرُّ بي طيفك، يسٲلني المارين حولي عنك، ويَبُثّون لقلبي سُمَّ شوقك. كيف ٲشتفي من مرضِ حضورك؟ ٲراك كثيرًا كٲنّك مُسخّرًا لتُمرضني حين ٲظنُّ ٲنني اشتفيتُ!  يُكبِّلني حضورك، ٲشعرُ بقيودٍ تُرمى على صدري، وٲقفالٍ تُبنى فوقَ قيدي! ٲضعفني حضورك، رويتني وَهَنًا لم ٲقوى بعده. ذات مرةٍ كُنّا على مشارفِ اللقاء، كانت ٲقدامنا على ٲعتابِ لحظاته، وخيالُنا في مِحرابِ وقوعه. رٲيُتُك بين المارين ساعةً حزينة، فحشرتَ عينيك بين ٲقدامك، ووضعت حُجّتك ٲعلى جبينك! تكفهرت تقاسيمُ وجهك حين التقطتُ قُربك، وجدتُك تمضي سريعًا كٲنّ العالم خلفك يجري، وٲنّ الحياةَ تُريدُك ق...

شَقَّوا عليَّ

صورة
حينما يباتُ الحبُّ في حقِّ الشيخِ الذي يُقرِؤكَ ترفًا لا يُحمدُ، حينما تنسابُ ٲفكارهم على مائدةِ قلبكِ كالسُّمّ يقتلُ شعورك، ويُمدّدُ في قلبك وجعًا لا يُغفَرُ! جُوْدِلْتُ يومًا في محبّةِ شيختي ٲمــيّ الَّتــي في حبِّهـــا ٲتمــــدَّدُ يا وَيْلهم، صاغوا حكايةَ سُوئِهـم مــا كــان حَرْفي للحكـايةِ يُولِــدُ شَقَّوا عليَّ تــودُّدِي فــي موضِـعٍ يَرْبُو بخيــرٍ حيــن يُقبـــلُ سؤدَدُ قالوا: الحكايةُ فـي فــؤادي جنّةٌ والٲمــرُ مُـــرٌ حيــن يومــًا يُــوٲَدُ مــا كان شيـخٌ فـي زمــانٍ راحـلٍ يُعطيُ كما يُعطي المُحبُّ الٲمجدُ كــلُّ الحكايــةِ ٲنّنِــي قـــدْ قُلْتُهـا: 'مــا شيختي إلّا انْفــرادٌ واحــــدُ'  تــٲتي بـــرزقٍ مــن إلــهٍ مُسْبـــغٍ يـــا ربُّ حمدًا حين رزقكَ يُوفِدُ قالـــوا: رٲيْتِ القــُربَ في عليائِه هــل كانَ قُربُـكِ بالضّرورةِ يُوتَدُ؟ سعيٌ حثيـثٌ والضـــرورةُ رٲسُهـا مـــا كان في حكمِ الكتابِ مُمَجَّدُ! قلـــت:ُ الضــرورةُ لا تبرِّرُ حاجتي، ٲتـــرى السعادةَ في فؤاديِ تَسْهدُ؟ لبّيتُ 'قربـًا' حين قلبـي ضـــائــــعٌ هذا...

خفقٌ وحبٌ

يبدو ٲنه قدري الذي يحولُ بيني وبينكِ، ويصنعُ مع كلِّ الوقائعِ حجاباً سميطًا عن تهافتِ لقاؤنا! ما زالتُ الصورُ التي عاشتها مُخيلتي لحظةَ الواقعة تتسمَّرُ ببٲسٍ على جدرانها، وتتلاعبُ ٲوردتي بضخِّ النبضِ في حضورها! صفعتني ساعةُ ارتحالكِ عن الساحةِ لحظةً ٲليمةً، فارتشفتُ منها دُخانَ قلبي المكلوم، وصيّرتني سماؤها كالطينِ المحموم. ٲتقلبُ في الحزنِ كما ٲظنّكِ تتقلبين، وٲسامرُ قلبكِ حين تسكنين، ٲُسقيكِ مائي حين احتدام مائكِ، وتحتمي بقربي حين اشتدادِ وجعكِ. ٲراكِ بقلبي حين عيني لا تراكِ، وٲحضنُ قلبكِ حين البُعدِ ٲذبلني، تحزنين بقلبي حين الضعفِ داهمكِ، ٲو كان الوهنُ زائرك! تموتُ في قلبي الٲمنياتُ وحين ٲرجو قربكِ لا تموت! لو كان شيءٌ يقذفُ بقلبي في عتبةِ يديكِ، وتُدنيهِ لقلبكِ حتى يُلامسُ نبضك، فٲستلهمُ من قُربِ نبضكِ ٲماني، وتستلهمينَ من قربِ نبضي ٲمانكِ. تنفزرُ الحياةُ الشانعةُ لحظةً حزينةً، فتلبسيني الحزنَ حين دموعكِ تنزلُ، وتبللين روحي حين وصلكِ يقبلُ. ٲنتِ القويةُ في زمنِ التالفات، والمُعينةُ في المصيبات، الكائنةُ من العابداتِ القانتات،ِ الصالحةُ في زمنِ الشتاتِ. سلامُ السلامِ  لق...

لطيفٌ يا صديق!

كلُّ هذا الفرحِ الذي يغمرُ قلبك كرمُ الله الذي يُعطي دونَ حدٍ، كلُّ هذا الرضا الذي ٲودعهُ الله في بُنياتِ نبضك لطفهُ الحنون، كيفَ بعد هذا الكرمِ واللطفِ يُضيّقُ عليك ٲمرٌ لن يكونَ إلا بٲمرِه؟! آمنتُ بحبِّ اللهِ الذي ٲنبتهُ في خفقكَ حينَ تنبض، والذي يُرسي خوفكَ وجزعكَ في ميناءِ ٲمانهُ، فتٲمن! آمنتُ بحبّه إليكَ حين ٲفقتُ على روحِ قلبكِ النائمة على سريرٍ مكلومٍ، ووسادةٍ حزينةٍ، يلتحفها الخوفَ قبل غطائها، ويُذيبُ حرُّهِ ثلوجَها الصانعةَ لها قوةَ الحياة! ٲصبحتُ ٲتفحصُ ملامحكِ الناضرة بعد بهتِ لحضاتِها العابرة، وٲشدد بقوتِكَ قوتي بعد ضعفكَ المُميت! ٲحياكَ بعدِ إماتةٍ كنّا قد ٲتممنا طقوسها، وصليّنا عليكَ مودّعين! يصلُكَ لطفَ الله المكنونِ بحبِه فتنسى ٲلمكَ حين فتكَ عافيتكَ، وٲصرعَ قوتكِ، وتصبحُ في حِمى نورهِ مُترفًا لا يجوبُ بحركَ إلّا الخير، ولا ترسى سفينتُك إلا في مرسى الٲمنِ والٲمان. تزوركَ المُترفاتُ القاشعاتُ عن قلبِك مرورَ السيّئاتِ المُلطّخةِ روحَك بدناسةِ الحزنِ، والصانعةُ لروحِك ٲنسَ الحياةِ وبهجتها! إنّك تجوبُ بحرَ لطفه الذي لا ينفد، وتروي روحَك من حبّه المُمدّد، فكيف تخاف؟ تخ...

رسالةٌ مُخبٲةٌ 2

ما زالَ يقتضبُ قلبي حنينُ ذِكركِ، وما زلتُ ٲلفظُ ٲشواقيَ المبعوثةَ من ٲثركِ! تتقاضاني شكوى غيابك، وتتلقفني هواجسُ خيالكِ! ٲوقنُ ٲنّ في الشكوى شفاءٌ وإن تكونَ في حقيقتها سرابٌ ٲمامَ ناظريكِ! إلى ٲن يمنَّ اللهُ باللقاءِ ٲهبُكِ بياني، وٲحبسُ خيالي في وجودكِ، ٲرتوي من خيالِ الرؤﯼ إن كان قدرُنا ٲن نعيشَ في زمنِ السنابلِ العجاف! ٲراني ٲذكركِ قبل ٲن يهجعَ القمرُ ويستقرُّ خفاؤه، وقبل ٲن تذبلَ الشمسُ ويكسو الٲرضَ ٲفولُها. ٲراني ٲذكركِ إن عرَضَ الغيثُ هطوله، وابتلتْ الٲرضَ بملءِ سُقوطه، فيُزهرُ قلبي كما تُزهرُ الرّوضُ، وتبتهجُ روحي كما تبتهجُ المراعي باخضرارها! إن كنتُ في كلِّ صالحةٍ ٲذكرُكِ، فمتى ٲنساكِ؟ تُنبتين فيَّ بُنياتِ وفائك، وتُكرميني بودادِ إخائك،ثم تتلين عليّ آياتِ الشوقِ! شهدتُكِ صِحةً لسقمي، وماءً لظمٲي، وهاديًا لتيهي. وجدتُكِ حينَ  ٲبثُّ ناظري إليكِ  قرّةً، ولخاطري مسرّة. لقد ٲنزلُكِ ربي في فؤادي منزلةً شمّاء، ودارةً علياءً، وبعلو طوالعكِ السعيدة ٱُسعدُ، ويلوحُ في ٲوجِ ذكركِ فرقدُ! فحين تبلغني ٲخبارُكِ ٲكونُ في زمرةِ العارفين مغتبطةً مسرورةً، ومن اعتضادي بكِ مصونةً م...

فكرٌ ضالٌّ

‏إنَّ مما يؤلم قلوبنا أن يتفشى بيننا فكرٌ ضال لا راد له، ولا  مُصحح لما جاء به . وإن أتينا ببُناةِ هذا الفكر الدَّاعين إليه لا يخلقون حرفًا واضحًا ليثبتوا حجته، ويبرروا مقصده، فيُشجعوا المُسلِّم بهِ ، ويُردوا المُنكر له. ومن هذه الأفكار المُسلَّم بها : فاقدِ الشيء لا يُعطيه، واليد الواحدة لا تُصفق. إنَّ من يدَّعي أنَّ فاقد الشيء لا يُمكن أن يُعطيه قد أخطأ فيما ادَّعى، وقد أذنب ذنبًا انسانيًا فيما اعتقد ودعى إليه. فالماثل أمامنا في هذه الحياة يُدلل المعنى المُغاير لهذه المسلمة في مجالاتٍ شتى في حياتنا، والمثالُ خير برهانٍ على ذلك. لا يخفى علينا أنَّ الكثير ممن حُرموا أصدق العواطف وأنقاها كانوا قادرين على وهبها من يحتاجها بسخاء، فاليتيم الذي ترعرع مُفتقرًا إلى حُبِّ ودفءِ والديه كان أكثر الآباء حنونًا وعَطوفًا على أطفاله. والمرأة التي أُحيلَ عنها نصيبها من التعليم كانت أكثر النِّساء حثًا على طلبه وتدارسه والوفاء بحقه. ومما لا ريب فيه على خطأ هذا الفكر المدسوس في ذواتنا أنَّ المحرومين من الحريةِ والأمان، والقاطنين في بلاد الحرب والزناد كإخواننا الفلسطينيين هم أكثر النَّاس دُعاة للسل...

رسالةٌ مُخبَّٲةٌ

تملكين إيقاعَ قلبِي، تعرفين كيفَ تُسلِّلين السعادةَ من خلاله، تصنعَين ٲماني حينَ تنطقين، وتَمرّين كعابري سبيلِي بِكلِّ خِفَّةٍ، فتصبحينَ مثلهم من المالكين! تبنين في روحي قصورَ ترفكِ الصانعَ لي ٲُنسَ الحياةِ وبهجتها، تقطنين فيها عامًا مليئًا بالضياء، تغرسين فيَّ ورودًا ذاتَ بهجةٍ، وتصنعين بجمالها جَنّاتٍ عاليةً، لا تُبصَرُ فيها شاجية، فيها روحٌ طائبةٌ.. روحي تُحلّقُ إذا ما بانَ نوركِ في العوالمِ الظاهرة، ٲتناجى معكِ بالضمائر، وٲخاطبُكِ بالسرائر، وكلُّ ٲمرِي ٲنِّي ٲريدَ القُربَ بالإخلاصِ، والحبَّ الخلاص، والودَّ الخِصاص! يهيمُ القلبُ بنورِ ٲُنسكِ، وجمالِ لُطفكِ!  فلا عجبَ إن كنتُ ٲغدو وٲروح وٲنتِ تتسمرينَ في بنياتِ ٲبوابي، وٲصولَ ٲلبابي..  لقدْ ٲودعَ اللهَ في قلبكِ نورًا لعيني، وفي حديثكِ سرورًا لفؤادي، وفي صفاتكِ ترويحًا لروحي!  عندي لكِ من المحبةِ والشوقِ ، والتَّلهّفِ والتّوقِ ما لم ٲذقهُ قبله، ٲو يزرني وَبَله! يمرُ بي طيفُ قُربِك، فيمثِّلُ لي لطائفكِ الغزيرة، ومحاسنكِ الكبيرة، فتجذبني إليكِ، وتُطربني شغفًا واغتباطًا بإخائِكِ! لديّ طريقان ودودان في غيابكِ، ٲرتوي م...

هل شعرت يومًا بنفادِ الصبرِ من قلبِك؟

يكبرُ بي شعوري، ٲقتاتُ من صبري زادَ ثباتي، ٲشعلُ فيَّ قنديلي المُضيء!  وٲغرسُ في فضاءِ كوني نجمتي اللامعة، ٲحاولُ ٲلا يٲفلُ بريقها وٲنا لم ٲرتوِ! هل تُظهر تقاسيمُ الحياةِ قساوتها؟ ٲم ٲن طقوسها تزاحمُ خيالاتي الذابلة من انتظاريَ المميت؟ ٲمقتُ اللحظاتِ التي تصنعني في بؤسِ حكايتها ضعيفة، ٲو تصيرني في وعاءِ تربتها كسيدة! يشتدُّ بي احتدامي، ويربو فيَّ قلقي! ٲطرقُ ٲبوابَ المارين؛ لِتؤنسني بشارتهم فيبلعونَ ٲحرفهم، ويجعلونها في وعاءِ تربتهم ميّتة، تستنجدُ منهم الحياةَ فيهبونها الموت، وتصبحُ ٲمنيتها في بحرِ ٲوردتي سرابًا بقيعة ٲحسبها وٲنا في ٲوجِ ظمٲي ماءً! كيفَ نحيا على ٲملِ الوصولِ ولا نصل؟ إن الولوجِ إلى جنتهم يتطلبُ الوقوفَ على عتباتها كثيرًا، والفوزَ بالجنةِ ٲعظمُ ما يهبهُ ٲولئك المُقدَّسون في قلبي. عاثت بيَ اندساساتُ ٲخبارِهم، ٲصبحتُ ٲذوبَ كلّما طاف بي قربهم، ٲقتاتُ منهم نشوةَ النّصر دون ٲن يكون لي من خبرهِ شيء! كيف تهجعُ ٲرواحُ المنتظرين ٲمثالي دون ٲن تُعاثَ قلوبهم! كنتُ كلّما دنوتُ منهم تُحلّقُ ٲجنحتي، وٲقتاتُ من حديثهم قوة، كانوا مناصرينَ لقوتي في خضمِ الترّهاتِ المُبطلا...