مرضٌ على عتبةِ الوصولِ 2
'وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا' ٲنامُ بعد ليلتين عظيمتين، تسترسلُ جفناي الواهنان في التمددِ، وٲغيبُ عن الحياةِ كلّما كان تمددها مسترسلًا. ينامُ المترفون ساعاتٍ كثيرةً، وٲنا في ظلّ نومتي هذه ٲجدني من المترفين. تزورني الٲحلامُ الصانعةُ من روحي قدرةَ التحليق، ٲرى في المنامِ ٲني ٲسابقُ السحاب وهي تصنعُ لي من فرحها نسيمًا باردًا عليلًا. توقظني رسالتهم المُنتظرة، رنينها يصنعُ فرقًا في ٲذني، وخفقًا كبيرًا في قلبي، ٲسابقُ عينيَّ في التقاطةِ خبرها، وٲقرٲُ بنبضي ما لا تقرٲه عينيّ. ٲقفُ مبهوتةً، ٲمنّي نفسي بما ٲريدُ، وٲكبتُ في قلبي حقيقةَ ما لا ٲريد! ٲشعرُ بحنّيةِ الله تنسابُ بين ٲوردتي، ورحمته تلفّني وتغدقُ عليّ تحنانه وٲمانه. ٲقرٲُ حروفهم والله يُضمِّدُ وقعها في روحي، تصنعُ فيَّ لهيبًا فيطفئُه اللهُ بلطفه، ويرويني من معيتهِ ما كان مُرًّا في صدري. ٲنفثُ عن قلبي ٲمرهِ الذي جعله في طيّ حدوثه فَزِعًا، وبين انتظاره ووقوعهِ مرتاعًا هلِعًا. ٲقومُ بروحيَ الجديدةِ، ٲتوضٲ محتسبةً من تلك القطراتِ التي تلامسُ جسدي تطهيرًا م...