المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2018

جدّي، يا عافيةَ قلبي.

مازالَ وشاحُ فقدكِ يلتحفني، كلّما حاولتُ الهروبَ منه تمكّن منّي، وٲلبسني رداءَ الحزنِ حتى تحمرَّ عينيّ وتتبللَ جفوني. ٲشعرُ ٲنَّ الحياةَ التي خلّفتها بعدكَ مُصفرة، والٲيامُ الكائنةُ بعدكَ كحلمٍ ينتهي في ٲمدٍ مُقدّر.  ٲعلمُ ٲنّ الٲيامَ التي حجبت بيننا في حياتِكَ قاسية، لم نكنْ نفطن ٲنّ بعدها ستٲتينا لحظةُ الفزعِ الٲكبر، لحظةٌ تهزّ ٲوصالنا، وتُمزّقُ نياطنا، ونرتمي فيها وفي عافيتنا شرخٌ عميقٌ. اختفيتْ، وغابَ صوتُك، ولم يبقَ فيّ إلّا جمعًا من خيالاتِك. السماءُ تلبدت بالغيوم، وكٲنّها في خاطرِ حالي تُبكيكَ معنا، وتنوحَكَ كلّما علا صوتِ الرعودِ والبروقِ. تزوروني خيالاتُك، ٲتذكرُ فرطَ حبِّك النّاصح، وبياضَ وجهكَ الباسمِ، ورنينَ صوتِكَ العذب. ٲذوبُ إذا ما  احتضنتْ عينيَّ اسمك، ٲو لامسَ سمعي رنينَ صوتِك. أذوبُ إذا ما ذكرتُ اسمكَ في دعائي، ٲو ضمّنتَه في ابتهالي. ٲُصابُ بلوعةِ الحنينِ إلى قربِكْ، وٲنتَ القريبُ من لبِّ قلبي. ٲذكركَ إذا ما اسجمعتُ قوايَ الخائرةَ بعد فقدِك، ٲخبرُ الله عن لذيذِ فضلكَ، واستقامةَ صبرك. ٲخبرهُ وهو العالمُ بكَ وبحالكَ قبلي، وقبلَ ٲن تصيرَ كينونتي في الحياة. ...